وقبضوا مِنْهُ ثمنهَا وَذَلِكَ على وَجه الفرصة والإنتقام من ولد أَخِيه الْأَمِير مُحَمَّد بن عَليّ وقواده لأَنهم كَانُوا فِي غرناطة وَلم يكن تَحت طاعتهم غَيرهَا وَكَانَ فِي صلح الْعَدو فَأَرَادَ بذلك قطع علائق غرناطة لتهلك كَمَا هلك غَيرهَا
فَلَمَّا صَارَت هَذِه الْبِلَاد كلهَا تَحت ذمَّة الْعَدو وَلم يبْق لصَاحب قشتالة سوى غرناطة الَّتِي هِيَ فِي صلحه وَرَأى أَن الاسلام قد دثر من بِلَاد الأندلس وَقع طمعه وَنقض مَا كَانَ بَينه وَبَين صَاحب غرناطة مُحَمَّد بن عَليّ من الصُّلْح فَأخذ برج ملاحة غرناطة وبرج قَرْيَة هَمدَان وَكَانَا برجين كبيرين حصينين فزادهما تحصينا وتمنيعا وأشحنهما بِالرِّجَالِ وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من آلَة الْحَرْب ليضيق على أهل غرناطة لأَنهم كَانُوا قريبين مِنْهُمَا فضيق بذلك عَلَيْهِم أَشد الضّيق