فَحِينَئِذٍ أذعنوا وطلبوا الْأمان فاحتال عَلَيْهِم الْعَدو حَتَّى دخل الْبَلَد بمكر ومكيدة وأسرهم كلهم وسبى نِسَاءَهُمْ وَأَوْلَادهمْ واحتوى على جَمِيع أَمْوَالهم وفرقهم على أهل دَخلته وقواده وَكَانَ مصابهم مصابا عَظِيما تحزن لَهُ الْقُلُوب وتذهل لَهُ النُّفُوس وتذوب وتبكي مصابهم الْعُيُون بالدماء فَإنَّا لله وَإِنَّا لَهُ رَاجِعُون
وَكَانَ اسْتِيلَاء الْعَدو على مَدِينَة مالقة فِي أَوَاخِر شعْبَان عَام اثْنَيْنِ وَتِسْعين وثمان مئة
فحين خلصت لِلْعَدو دمره الله مَدِينَة مالقة وبلش وَجَمِيع الغربية وَلم يبْق فِي تِلْكَ النواحي للْمُسلمين مَوضِع وَاحِد ارتحل الطاغية إِلَى بَلَده من قشتالة