والوزير يعد النَّاس بِالدُّخُولِ والقتال وَعدا بعد وعد وَيَقُول عَن قريب نأخذهم عطشا وَهَا نَحن نعمل الْحِيلَة فِي الدُّخُول عَلَيْهِم وَالتَّقْصِير والتفريط والغش يَبْدُو مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء حَتَّى تبين لعامة النَّاس وخاصتهم ولاح لَهُم كَالشَّمْسِ وظنوا بِالْملكِ والوزير ظنون السوء وَكثر الْكَلَام الْقَبِيح بَينهم فَعِنْدَ ذَلِك هاج شَيْطَان الْفِتْنَة بَينهم وتحدث النَّاس بَعضهم مَعَ بعض فِي مسَائِل غشهما للْمُسلمين
فَبَيْنَمَا النَّاس كَذَلِك فِي إساءة ظنهم بأميرهم وبوزيرهم إِذا بهما قد استعملا حِيلَة وكتبا كتبا مزورة كَأَنَّهَا أتتهما من بعض من نصحهمْ من نَاحيَة الْمُسلمين الْمُجَاهدين المجاورين لبلاد الْكَفَرَة دمرهم الله يعلمونهم بهَا أَن الطاغية ملك النَّصَارَى جمع جمعا عَظِيما وحشد حشودا كَثِيرَة وعزم على نصْرَة النَّصَارَى المحصورين فِي بلد الْحمة وَهُوَ قادم عَن قريب وَلَا طَاقَة لكم بملاقاته
فحين أعلمهم الْوَزير بِمَا ذكر وخوفهم بذلك سقط فِي