هُوَ على صفة أُخْرَى من المنعة والتحصين والإستعداد فصعب عِنْد ذَلِك على الْمُسلمين الدُّخُول إِلَيْهِ بل والدنو مِنْهُ
عزم الْمُسلمُونَ على حِصَار الْبَلَد وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ فَأَقْبَلت وُفُود الْمُسلمين من كل أَرض من بِلَاد الأندلس وَاجْتمعَ فِي ذَلِك الْمحل محلّة عَظِيمَة وفتحوا الْأَسْوَاق للْبيع وَالشِّرَاء وجلبوا لأسواقهم كل مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من الْأَطْعِمَة والعلف والزاد وَغير ذَلِك وحاصروا الْعَدو حصارا شَدِيدا وَمنعُوا عَلَيْهِ المَاء والحطب والداخل وَالْخَارِج والعامة فِي ذَلِك بحزم وعزم وجد واجتهاد وَنِيَّة صَادِقَة وَقُلُوب محترقة