ثمَّ أقبل الْمُسلمُونَ بمحلتهم واقتربوا مِنْهُم فقاتلوهم قتالا شَدِيدا بجد وعزم وَقُلُوب محترقة وحزم حَتَّى دخلُوا بعض أَبْوَاب الْمَدِينَة وكسروه وحرقوه وتعلقوا بأسوار الْبَلَد وطمعوا فِي الدُّخُول إِلَيْهِ فَبَيْنَمَا هم كَذَلِك إِذْ وصل لَهُم أَمر من الْأَمِير أبي الْحسن والوزير يأمرانهم فِيهِ بِالرُّجُوعِ عَن الْقِتَال فَأبى النَّاس عَن الرُّجُوع فَقَالَا لَهُم إِذا كَانَ غَدا ندخل عَلَيْهِم أول النَّهَار لِأَن اللَّيْل قد أقبل وَدخل علينا
فَترك النَّاس الْقِتَال وَرَجَعُوا إِلَى محلاتهم
أما النَّصَارَى فَبَاتُوا يصلحون شَأْنهمْ وَيمْنَعُونَ أسوارهم ويغلقون نقابهم فَلَمَّا أصبح الصَّباح وَنظر الْمُسلمُونَ إِلَى الْبَلَد فَإِذا