وَكَانَ ذَلِك فِي التَّاسِع عشر من شهر محرم الْحَرَام فاتح سَبْعَة وَثَمَانِينَ وثمان مئة
فَلَمَّا بلغ أهل غرناطة مَا فعلت النَّصَارَى بإخوانهم الْمُسلمين هَاجَتْ الرّعية وَقَالُوا لَا صَبر لنا على هَذِه الْمُصِيبَة الْعُظْمَى وَلَا خير لنا فِي عَيْش بعد هَذِه النكبة الْكُبْرَى إِمَّا أَن نفك إِخْوَاننَا أَو نموت دونهم
فَاجْتمعُوا مَعَ الْأَمِير أبي الْحسن ووزيره فَجعل الْأَمِير والوزير يعجزانهم عَن الْمسير ويتربصان بهم ويقولان لَهُم اصْبِرُوا حَتَّى نَأْخُذ أهبتنا ونعمل على حَال الْحَرْب فَلم تزل بهم الْعَامَّة حَتَّى أخرجوهما
فَتقدم صدر الْجَيْش فوجدوا النَّصَارَى قد أخرجُوا من الْبَلَد مَا سبوا من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالصبيان وَالْأَمْوَال وَقد أوقروا الدَّوَابّ بذلك وهم عازمون على الْمسير إِلَى بِلَادهمْ
فَلَمَّا رَأَوْا خيل الْمُسلمين قد أَقبلت عَلَيْهِم حطوا الْأَحْمَال ودخلوا الْبَلَد وتحصنوا بالأسوار