وَسَار إِلَى مَدِينَة فاس أصَاب النَّاس شدَّة عَظِيمَة وَغَلَاء مفرط وجوع وطاعون وَاشْتَدَّ الْأَمر بفاس حَتَّى فر كثير من النَّاس من شدَّة الْأَمر وَرجع بعض النَّاس من الَّذين جازوا إِلَى الأندلس فَأخْبرُوا بِتِلْكَ الشدَّة فقصر النَّاس عَن الْجَوَاز
عِنْد ذَلِك عزموا على الْإِقَامَة والدجن وَلم يجوز النَّصَارَى أحدا بعد ذَلِك إِلَّا بالكراء والمغرم الثقيل وَعشر المَال فَلَمَّا رأى ملك الرّوم أَن النَّاس قد تركُوا الْجَوَاز وعزموا على الدجن والإستيطان وَالْمقَام فِي الأوطان أَخذ فِي نقض الشُّرُوط الَّتِي شرطُوا عَلَيْهِ أول مرّة وَلم يزل ينقضها شرطا شرطا ويحلها فصلا فصلا إِلَى أَن نقض جَمِيعهَا وزالت حُرْمَة الْإِسْلَام عَن الْمُسلمين وأدركهم الهوان والذلة واستطال النَّصَارَى عَلَيْهِم وفرضت عَلَيْهِم الفروضات وثقلت عَلَيْهِم المغارم وَقطع لَهُم الْأَذَان من الصوامع وَأمرهمْ بِالْخرُوجِ من مَدِينَة غرناطة إِلَى