الكتب السماوية المًحَرَّفَةِ تتناقض مع العلم، وَأَنَّ القرآن لا يتناقض مع أية حقيقة علمية ثابتة عندئذ أعلن تشهده وإيمانه بنبوة محمد - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وبأن القرآن كلام الله، وهو من كبار العلماء الفرنسيين في الطبيعيات، وهؤلاء قلة أمام الكثرة الكاثرة التي استمرت تصور الرسالة الإسلامية على أنها هرطقة - هرطقة: اصطلاح يطلق على المنشقين عن الكنيسة النصرانية - فهم يرون أَنَّ الإسلام هرطقة وحركة خارجة عن النصرانية، وأَنَّ الرسول - عَلَيْهِ الصَلاَةُ وَالسَّلاَمُ - لم يكن نبياً مُوحَى إليه وإنما كان على حد أحسن تعبيراتهم وهو ما يقوله مونتغمري وات - أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة لندن، وهو من أحدث الذين كتبوا في السيرة النبوية من المستشرقين في كتابيه: " محمد في مكة "، " محمد في المدينة " Mohammad صلى الله عليه وسلمt Mekka . Mohammad صلى الله عليه وسلمt Medina وهو يقول: «إِنَّ محمدًا صادق، لأنه يُخَيَّلُ إليه أنه بُعِثَ نَبِيًّا، وأنه يحمل رسالة، وأنه يُوحَى إليه».
هذا المستشرق، لأنه يعيش في هذا القرن الذي تبلورت فيه علوم جديدة لم تكن موجودة عند المستشرقين في القرن التاسع عشر أو القرن الثامن عشر أو القرن السابع عشر أو مع البدايات الاستشراقية، مثل علم النفس التحليلي، علم الاجتماع والعلوم الاقتصادية والاجتماعية الحديثة، لذلك نجد أَنَّ تقنية البحث عند مونتغمري وات Montogomry Watt تختلف عن التقنية القديمة من حيث أنه يمزج دراسته بهذه الألوان الجديدة من العلم، وهذا قد يولد قناعة عند بعض القارئين مِمَّنْ لا يعرفون السيرة النبوية معرفة دقيقة، أو مِمَّنْ لا يعرفون الإسلام بصورة تفصيلية، فهو يزعم أَنَّ عملية الوحي إنما هي استشعار داخلي ولكن بصدق، فهو لا يشكك بصدق شعور النبي - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالنبوة، ولكنه يظن أَنَّ هذا إنما هو استشعار داخلي وقناعة ذاتية دون أَنْ يكون هناك شيء خارجي اسمه الوحي.
وعندما يأتي إلى قضية الاختلاف بين أسلوب الرسول - صَلََّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أحاديثه وبين أسلوب القرآن المتميز هنا يلجأ إلى علم النفس التحليلي، فيقول إن النبي عندما يقرأ القرآن على الناس يكون في حال يضعف فيها الوعي الخارجي ويعمل وينشط