وقال علماؤنا: العمامة المحنكة: هي التي يدار منها تحت الحنك كور أو كوران _بفتح الكاف_ سواء كان لها ذؤابة أو لا, وهذه عمامة المسلمين على عهده صلى الله عليه وسلم وهي أكثر سترا, ويشق نزعها, فلذلك جاز المسح عليها, والله تعالى أعلم. انتهى.
فهذا ما ورد من الأحاديث وكلام العلماء في هذه العمائم المقتعطة, وهي التي ليس تحت الحنك والذقن منها شيء.
مع انه ليس المقصود بلبس هذه العصائب التي يسمونها العمائم الاقتداء به صلى الله عليه وسلم وأصحابه _رضي الله عنهم_ في هديه في لباسه, وما كان يعتاده هو وأصحابه_رضي الله عنهم_ فإنهم لم يقتدوا به في ذلك, ولو كان هذا هو مقصودهم لاقتدوا به في لبس الرداء والإزار وغير ذلك من لباسه, وجعلوا العمامة محنكة مع الذؤابة.
وإنما مقصودهم الأكبر في إحداث هذه العصائب أن تكون زيّا وشعارا يميز به من دخل منهم في هذا الدين ممن لم يدخل فيه, فمن لبسها كان من الإخوان الداخلين في هذا الدين, ومن لم يلبسها فليس منهم, ويقولون: فلان لبس السنة, وفلان لم يلبسها, فلا تسلموا عليه, كما صرحوا بذلك.
وهذا الزي والشعار الذي أحدثوه في الإسلام, قد أنكره العلماء, فقال شيخ الإسلام ابن تيمية _قدس الله روحه_ في كتابه "الفرقان بين أولياء الرحمن من أولياء الشيطان":
فصل: وليس لأولياء الله شيء يتميزون به عن الناس من الظاهر في