الأمور المباحات, فلا يتميزون بلباس دون لباس إذا كان كلاهما مباحا, ولا بحلق شعر ولا تقصيره أو تضفيره إذا كان مباحا كما قيل: كم صديق في قباء, وكم زنديق في عباء. إلى آخر كلاممه _رحمه الله_. انتهى.

وقال ابن القيم _رحمه الله_ في "مدارج السالكين" لما ذكر حال أولياء الله المتقين قال:"وهم مستترون عن أعين الناس بأسبابهم وصفاتهم ولباسهم, لم يجعلوا لطلبهم وإرادتهم إشارة تشير إليهم: اعرفوني.

فهؤلاء الصادقون, فهؤلاء يكونون مع الناس. والمحجوبون لا يعرفونهم ولا يرفعون بهم رأسهم. ومن سادات أولياء الله صانهم الله عن معرفة الناس لهم لكرامته لهم, لئلا يفتنون بهم. انتهى المقصود منه."

وهؤلاء الجهلة أحدثوا للناس شعارا وزيا يتميزون به عن المسلمين, بخلاف أولياء الله الصالحين, الذين وصف حالهم شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم _رحمهما الله_.

وأما لبس العقال: فهو من اللباس المباح, ولم يتكلم فيه العلماء لا في قديم الزمان ولا حديثه؛ لأنه قد كان من المعلوم أن لباس الصوف من الملابس التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها هو وأصحابه. والعقال من الصوف المباح لبسه.

وقد امتن الله بذلك على عباده, وجعله من النعم التي تفضل بها وأنعم بها عليهم, فقال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ} (النحل:80) فقوله:

{وَمِنْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015