وأما هذه العصائب المحدثة التي يزعم من أحدثها أنها من السنة فهي مكروهة, لأنها غير محنكة, ولا ساترة لجميع الرأس عند جميع العلماء, كما سننبه على ذلك, وقد نبهنا على عدم مشروعيتها عن إعادته ههنا. ونذكر ههنا مالم نذكره فيها من كلام العلماء.
قال السفاريني في "غذاء الألباب" في شرحه لمنظومة الآداب لابن عبد القوي, قال:
وعمّة مخلي (?) حلقه من تحنّك
لدى أحمد مكروهة بتأكّد
لنص _أحمد رضي الله عنه_ على كراهة ذلك, وكذلك الأصحاب, وحكى في "الآداب الكبرى" الخلاف في أن الكراهة هل هي للتحريم أو التنزيه. وقال في"الفروع": وكره أحمد لبس غير المحنكة. ونقل الحسن بن ثواب كراهية شديدة.
وقال شيخ الإسلام: المحكي عن الإمام أحمد الكراهة, والأقرب أنها كراهة لا ترتقي إلى التحريم.
وذكر كلاما طويلا عن كثير من العلماء من أهل المذاهب إلى أن قال: وقد أطنب ابن الحاج في "المدخل" لاستحباب التحنك, ثم قال: وإذا كانت العمامة من باب المباح فلا بد فيها من فعل سنن تتعلق بها,