قال الشافعي ـ رحمه الله ـ:

أهين لهم نفسي فهم يكرمونها ... ولن تكرم النفس التي لا تهينها

وينبغي أن ينظر معلمه بعين الاحترام ويعتقد كمال أهليته ورجحانه على أكثر طبقته، فهو أقرب إلى انتفاعه به ورسوخ ما سمعه منه في ذهنه.

وقد كان بعض السلف إذا ذهب إلى معلمه تصدق بشيء وقال: اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب بركة علمه مني.

قال الشافعي: كنت أصفح الورقة بين يدي مالك ـ رحمه الله ـ صفحًا رفيقًا هيبة له لئلا يسمع وقعها.

وقال أحمد بن حنبل لخلف الأحمر: لا أقعد إلا بين يديك أمرنا أن نتواضع لمن نتعلم منه.

وقال الربيع: والله ما اجترأت أن أشرب الماء والشافعي ينظر إليَّ هيبة له.

وفي وصية جامعة للإمام علي ـ رضي الله عنه ـ قال: من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية، وأن تجلس أمامه، ولا تشيرنَّ عنده بيدك، ولا تعمدنَّ بعينك غيره، ولا تقولن: قال فلان خلاف قوله، ولا تغتابن عنده أحدًا، ولا تسار في مجلسه، ولا تأخذ بثوبه، ولا تلح عليه إذا كسل، ولا تشبع من طول صحبته، فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليها منها شيء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015