رابعًا: أداء حقوق معلمك عليك.

على طالب العلم أن يتحرى رضا المعلم وإن خالف رأي نفسه، فإنما هو يرضي ربه برضا معلمه.

وعليه ألا يفشي سر معلمه، وألا يغتاب عنده أحدًا، وأن يرد غيبته إذا سمعها، فإن عجز فارق ذلك المجلس.

وآهٍ ممن ينقل السوء ويسعى بالنميمة بين أهل العلم، فيقطع رحمهم الموصولة، وقد ابتلينا في هذا الزمان بأمثال هؤلاء، فكم من خلافات شبت بسبب هؤلاء النمامين، وليته صمت فنجا، وليته أمسك لسانه، ولكن ذهب الأدب.

ومن الأدب كذلك ألا يدخل عليه بغير إذن، وإذا دخلوا عليه جماعة قدموا أفضلهم وأسنهم.

وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه ن ولا يناديه من بعد، ولا يسميه في غيبة باسمه إلا مقرونًا بما يشعر بتعظيمه كأن يقول: قال الشيخ أو الأستاذ.

وعليه أن يصبر، فلن ينال العلم إلا بذل النفس، فيصبر على شدة شيخه به، فإنما يريد به الخير من حيث لا يدري.

قال ابن جريج ـ رحمه الله ـ: لم أستخرج الذي استخرجت من عطاء ـ رحمه الله ـ إلا برفقي به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015