من علاماتهم كذلك:
قال الله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28].
قال الإمامُ ابنُ رجبٍ -رحمه الله تعالى- في بيانِ أن العلمَ النافعَ طريقُ خشيةِ اللهِ تعالى:
"وسببُ ذلك أنَّ هذا العلمَ النافعَ يَدُلُّ على أمرين:
أَحدِهما: على معرفة اللهِ وما يستحقه من الأسماءِ الحسنى والصفاتِ العُلّى، والأفعالِ الباهرةِ، وذلك يستلزمُ إجلاله، وإعظامَه، وخشيتَه، ومهابتَه، ومحبته، ورجاءه والتوكلَ عليه، والرضا بقضائِه، والصبرَ على بلائِه.
والأمر الثاني: المعرفةِ بما يحبُّه ويرضاه، وما يكرهُه وَيسْخَطُه من الاعتقاداتِ والأعمال الظاهرةِ والباطنة والأقوال، فيوجب ذلك لمن عَلِمَه المسارعةَ إلى ما فيه محبةُ اللهِ ورضاه، والتباعدَ عمْا يكرهُه وَيسْخَطُه، فإذا أثمر العلمُ لصاحبِ هذا فهو علمٌ نافعٌ" (?).
فهم أكثرُ النَّاسِ خوفًا من اللهِ، ولذلك تراهم لا يتجرؤون على الفتوى دونَ عِلمٍ، إذ هم الموقِّعون عن اللهِ تعالى، قد عَلِموا عن اللهِ ما زادهم وَجَلًا وخشيةً، فلا يشترون بعلمِهم ثمنًا قليلًا من حُطَامِ الدنيا الفاني.