وانظرْ لصورةٍ مضيئةٍ أخرى ممثلةٍ في شيخِ الإسلامِ ابن تيميةَ، وتأملْ مناظراتِه مع أهلِ الفرقِ المبتدعةِ.

وعلى سبيلِ المثالِ انظرْ لموقفِه من الطريقةِ الرفاعيةِ الصوفيةِ التي زعمتْ أنَّ اللهَ أَلَانَ لأصحابِها الحديدَ، وأزال لهم فاعليةَ السمومِ والنيرانِ، وأخضع لهم طغاةَ الجانِّ، فطلب منهم شيخُ الإسلامِ أن يُلْقوا بأنفسِهم في النارِ شريطةَ أن يغتسلوا بالخلِّ والماءِ الحارِّ -فإنهم كانوا يدهنون بموادٍ تَقِيهم من الحرقِ بالنارِ- فأبوا وكانت قاصمةَ ظهرٍ لهم (?).

وفي العصرِ الحديثِ يذكرُ شيخُنا المفضالُ/ محمدُ بنُ إسماعيلَ المقدَّمُ أنَّه كان في الحجِّ عندما ظهرتْ حركةُ المهدي القحطاني، يقول وكان الذُّعْرُ قد تسلل إلى نفوسِ الناسِ، وكنتُ أترددُ إلى الخيمةِ التي كان بها فضيلة الشيخ محدث العصر ناصر الدين الألباني، وإذا بالشيخِ كالطَّوْدِ ثبوتًا، وكان يَرُدُّ على شبهاتِ ذلك المتمهدي وهو قريرُ العين ثابتُ الجَنَانِ. (?)

وهكذا يُعرفُ العلماءُ ممن دونَهم ممن ينتحلون العلمَ ولا بضاعةَ لهم فيه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015