وفي حديث البخاري ومسلم يقول صلى الله عليه وسلم: " من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم، والله يعطي، ولا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك ".

" والفقه ": الفهم في العلم، " والله يعطي " يعني فهمًا في العلم الذي قسمه النبي صلى الله عليه وسلم، " وظاهرين على الحق " يعني عارفين للعلم عاملين به، مستقيمين عليه، فلا بقاء للأمة إلا بالعلم، فإذا ضاع العلم ضاعت الأمة، كما روى البخاري ومسلم من حديث ابن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا " (?)

ولقد صنَّف العلامة الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد كتاب " حلية طالب العلم " جمع فيه الوصايا الطيبة والمنهج الرصين لطالب العلم ليسير عليه، وكتب كثير من شيوخ العلم الكتب الضافية في ذلك، ومع ذلك لا يزال المسلم في حاجة إلى وصايا في طلب العلم، فترى القوم بين مستفت على ترتيب الطلب، وسائلٍ عن رؤوس العلم ومهامه، وسائل عن طرق تحصيل العلم وسبل تيسيره، وسائلٍ عن علاج عيوب الفهم وعن اجتناب النسيان.

فجاء هذا الكتاب الطيب الذي نقدم له - نفع الله به - جامعا لشتات هذه المسائل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015