أيها المتفقه:
أين أنت ممن كان يبيت وأثر الحصير في جنبيه ـ صلى الله عليه ... وسلم ـ؟
أين أنت ممن كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع خوفًا ووجلاً؟ أين أنت ممن عمروا الليالي بطاعة الله، فمنعهم العلم من النوم، ولم يلتفتوا إلى زخرف الدنيا الزائل، فحفظ الله ذكرهم بين الناس إلى يوم يقوم الأشهاد؟!!
هذا الإمام الطبراني الذي ملأ حديثه البلاد، وزادت مؤلفاته عن خمس وسبعين مؤلفًا، فسئل مرةً عن كثرة حديثه.
فقال: كنت أنام على البواري ـ أي الحصر ـ ثلاثين سنة. (?)
أيها المتفقه:
اصبرْ على مضضِ الإِدلاجِ في السحرِ، وفي الرواحِ إِلى الحاجاتِ والبكرِ، فإنَّه قلَّ من جدَّ في أمرٍ يطلبُهُ فاستصحبَ الصبرَ إِلا فازَ بالظفرِ، فإنَّ للصبرِ عاقبةً محمودةَ الأثرِ.
قال هارون بن موسى: كنَّا نختلف إلى أبي علي ـ القالي ـ البغدادي رحمه الله، وقت إملائه " النوادر " بجامه الزهراء ـ في قرطبة ـ، ونحن في فصل الربيع.
فبينما أنا ذات يوم في بعض الطريق، إذ أخذتني سحابة، فما وصلت إلى مجلسه رحمه الله إلا وقد ابتلت ثيابي كلها! وحوالي أبي