ثمَّ يخرج أحاديث فيعلم عليها، ثمَّ يضع رأسه، وكان يصلي وقت السحر ثلاث عشرة ركعة، وكان لا يوقظني، في كل ما يقوم.
فقلت له: إنَّك تحمل على نفسك، في كل هذا ولا توقظني.
قال: أنت شاب، ولا أحب أن أفسد عليك نومك.
أيها المتفقه:
ما عذرك؟! بماذا تخادع نفسك؟ حتَّام تركن إلى الدعة والبطالة؟ تستثقل سويعات تقضيها في المذاكرة والطلب ـ وأنت منعم ـ!! توفرت لك الوسائل وسهِّلت عليك الصعاب وما زلت تخلد إلى الأرض، ثمَّ تقول: العلم .. العلم فهيهات هيهات.
قال يحيى بن محمد بن يحيى الذهلي: دخلت على أبي في الصيف الصائف وقت القائلة، وهو في بيت كتبه، وبين يديه السراج ـ لظلمة الحجرة التي هو فيها في وسط النهار!! ـ
فقلت: يا أبة، هذا وقت الصيف، ودخان هذا السراج بالنهار ـ يضرك ـ! فلو نفست عن نفسك؟
فقال لي: يا بني تقول لي هذا؟!
وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع أصحابه والتابعين؟! "