والمهانة والإخلاد إلى الأرض، فلا تستقيم إلا بركوب الأهوال وتحمل المشاق، فإنَّ الله جعل الصبر جوادًا لا يكبو، وصارمًا لا ينبو، وجندًا لا يهزم، وحصنًا لا يهدم، ولا يثلم، فهو والنصر أخوان شقيقان، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة ولا عدد، ومحله من الظفر محل الرأس من الجسد.
قال تعالى: " وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون " [السجدة /24]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إنَّما تنال الإمامة في الدين بالصبر واليقين.
والصبر خير لصاحبه ألم يقل الله تعالى: " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين " ... [النحل /126]
والصابر ينال خيري الدنيا والآخرة فقد بشره الله تعالى فقال: " وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنَّا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون " [البقرة /155 - 157]
قيل للشعبي: من أين لك هذا العلم كله؟!!
قال: بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الحمار، وبكور كبكور الغراب.