الألباب من النَّاس ممن يُعملون عقولهم فيما لا طائل من ورائه، ومن النَّاس من وهبه الله نعمة " الحفظ " فتراه لا يصرفها فيما فيه فلاحها من حفظ القرآن والسنَّة ومتون العلم، ومنهم من وهبه الله ملكة الفهم والتدبر فلا تراه يستخدمها في تدبر آي الذكر الحكيم والنصوص الشرعية وفق منهج سلفنا، وهكذا تجد النَّاس لا يشكرون الله على نعمائه، فيمحق الله عنهم تلك النِّعم.

2) وصدق الافتقار والدعاء.

كان الرجل من سلفنا الكرام إذا استشكلت عليه مسألة أو غمض عليه أمر من الأمور يسارع بصلاة ركعتين في جوف الليل المظلم يناجي ربه ويسأله أن يبصِّره بالحق، يقول: اللهم يا معلم إبراهيم علَّمني، ويا مفهم سليمان فهِّمني، ويظل هكذا حتى يفتح الله عليه، ولا مثيل للافتقار في استمطار رحمات الرب تبارك وتعالى، " إنَّما الصدقات للفقراء والمساكين .. " [التوبة/60]

3) وملاك الأمر في الصبر، فصبرًا على شدائد الطلب صبرًا

أيها المتفقه ..

فلابد لعلو همة من صبر فبدونه ينقطع بك السبيل، ولا ترجع حتى بخفي حنين، ولعمر الله إنَّ شدائد الطلب لهينة يسيرة، وهي أحلى على قلوب المخلصين من لذات الدنيا ومباهجها؛ ولذلك ابن الجوزى يقول: " ولقد كنت في حلاوة طلبي العلم ألقى من الشدائد ما هو عندي أحلى من العسل؛ لأجل ما أطلب وأرجو،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015