أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو العباس: محمد بن يعقوب، أخبرنا الربيع بن سليمان، حدثنا الشافعي، حدثني بعض أهل العلم أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، قال: ما وجدت لي ولهذا الحي من الأنصار مثلا إلا ما قال الطفيل الغنوي:
أبوا أن يملونا ولو أن أمنا ... تلاقي الذي يلقون منا لَنلَّت
هم خلطونا بالنفوس وألجثوا ... إلى حجراتٍ أدْفأت وأظلَّت
جزى الله عنا جعفرا حين أزلقت ... بنا نعلنا في الواطئين فزلَّتِ (?)
قرأت بخط رفيقنا أبي عبد الله الكرماني، فيما سمع أبا عبد الله الشيرازي: أن أبا العباس الضرير أنشده قال: أنشدني عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: أنشدني المزني قال: سمعت الشافعي، رضي الله عنه، ينشد:
إذا هبَّت رياحُك فاغتنمها ... فإن لكل عاصفةِ سكونُ
ولا تغفل عن الإحسانِ فيها ... فما تدري السكون متى يكونُ
أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، سمعت منصور بن عبد الله بن الفضل الأصبهاني يقول: سمعت أبا الحسن الدمياطي يقول:
قال حرملة: كثيرا ما سمعت الشافعي، رضي الله عنه، يتمثل بهذين البيتين:
لعمرك ما الرزيَّة هدمُ دارٍ ... ولا شاة تموت ولا بعيرُ
ولكن الرزية فقْدُ قِرْمٍ ... يموت بموته بشرٌ كثيرُ (?)