تَصول وتَسطو إذ أقيمَ منارها وحُطَّ مَنارُ الإفك والزّور من عَلِ
وولّى أخو الإبداع في الدين هارباً إلى النار يهوي مُدبراً غير مُقبلِ
شَفَى الله منه بالخَليفة جَعفر خَليفتنا ذي السنَّة المتوكِّلِ
وجامع أهل الدين بعد تَشتُّتٍ وفاري رؤوس المارِقين بمِقْصَلِ
أطال لنا ربُّ العبادِ بقاءَه سليماً من الأهواءِ غَير مُبدلِ
وبوَّأَه بالنصر للدين جَنة يُجاور في رَوضاتها خَير مُرسِل
أنشدنا محمد بن ناصر، قال: أنشدنا جعفر بن أحمد السراج لنفسه في الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل:
سَقى الله قَبراً حلَّ فيه ابنُ حنبلٍ من الغَيثِ وَسْمِيًّا على إثرهِ ولي
على أنَّ دمعي فيه ريُّ عِظامه إذا فاضَ، ما لم يَبْلَ مِنها وما بَلِي
فلله ربِّ الناس مَذهب أحمدٍ فإنَّ عليه ما حَيِيتُ مُعَوَّلي
دَعَوْه إلى خَلْقِ القُرَان كما دَعَوْا عن السنَّة الغراءِ والمذهبِ الجَلِي
ولما يَزدهُم والسياطُ تَنُوشُه فشَلَّتْ يَمينُ الضاربِ المُتَبتلِ
على قَوله: القُران - وَلْيشهدِ الوَرى- كلامُك يا ربّ الوَرى كيفَما تُلى
فمن مُبْلغٌ أصحابَه أنني به أفاخر أهلَ العلم في كل مَحْفِلِ
وألقى به الزهادَ كلَّ مطلِّق من الخوف دُنياه طلاقَ التبتُّلِ