مَناقبه إن لم تَكن عالماً بها فَكَشِّفْ طُروس القَوم عنهنَّ واسألِ
لقد عاشَ فيا لدنيا حَميداً مُوقَّفاً وصار إلى الأخرى إلى خير منزلِ
وإني لراجٍ أن يكونَ شفيعَ مَنْ تولاه من شيخٍ ومن مُتَكَهّلِ
ومن حَدَثٍ قد نَوَّرَ الله قلبَه إذا سألوا عن أصله قال: حَنْبَلِي
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، قال: أنشدنا أبو إسماعيل عب الله بن محمد الأنصاري في مَدح أحمد بن حنبل:
وإمامِيَ القَوّامُ لله الذي دَفَنُوا حَميدَ الشأن في بَغْدَان
جَمَع التُّقَى والزهدَ في دنياهمُ والعلمَ بعدَ طَهارة الأردانِ
خَصِمُ النبي وصَيْرَفيُّ حديثه ومُفلّق أعرافها بمعان
حَبْرُ العراق، ومحنةُ لذوي الهوى يدري ببغضته ذوُو الأضغانِ
عَرَف الهدى فاجتابَ ثوبي نُصْرة وسَخا بمهجته على عِرْفانِ
عرضَتْ له الدنيا فأعرض سالماً عنها كفعل الراهب الخَمْصانِ
هانَت عليه نفسُه في دينه ففدى الإمامُ الدينَ بالجُثمانِ
لله ما لَقِيَ ابنُ حنبل صابراً عزماً ينصره بلا أعْوانِ
أنا حَنبليُّ ما حييتُ فإن أمُتْ فَوصيتي ذاكُم إلى إخوانِي
قلت: وقد نقلت مدائح كثيرة، ومَراثٍ كثيرة اقتصرت على ما انتخبت منها والله الموفق.