ابن بَطَّة، قال: حدثني أبو بكر الآجُرِّي، قال: حدثنا أبو نَصر بن كُردي، قال: حدثنا أبو بكر المرُّوذي، قال: سمعتُ إسحاق بن حنبل ونحن بالعسكر يُناشد أبا عبد الله ويسأله الدخول على الخَليفة ليأمره ويَنهاه. وقال: إنه يَقبل منك، هذا إسحاق بن رَاهويه يدخل على ابن طاهر فيأمره وَينهاه، فقال أبو عبد الله: تَحتجُّ عليّ بإسحاق! فانا غير راضٍ بفعله، ما له في رُؤيتي خير، ولا لي في رُؤيته خير؛ يجب عليّ إذا رايتُه أن آمره وأنهاه، الدُنُو منهم فِتنة، والجُلوس معهم فتنة، ونَحن متباعدون منهم ما أرانا نَسْلَم، فكيف لو قربنا منهم؟ قال المرُّوذي: وسمعتُ إسماعيل ابن أخت ابن المبارك يُناظر أبا عبد الله ويُكلمه في الدخول على الخَليفة، فقال له أبو عبدالله: قد قال خالَكَ يعني ابن المبارك- لا تأتهم فإن أتينَهم فاصدُقهم، وأنا أخاف أن لا أصدُقهم. وسمعت أبا عبد الله، يقول: لو دخلتُ عليه ما ابتدأته إلا بأبناءِ المهاجرين والأنصار. وفي رواية أن عم أحمد قال له: لو دخلتَ على الخليفة فإنك تَكْرُم عليه، فقال: إنما غَمّي من كَرامتي عليه.

وبلغني عن أبي الحُسين بن المُنادي، أنه قال: امتنع أحمد من الحديث قبل أن يموت بثمان سنين أقل أو أكثر، وذلك أن المتوكل وجَه إليه فيما بَلغنا يقرأ عليه السلام، ويسأله أن يجع المعتز ي حجره ويُعلمه العِلم، فقال للرسول: اقرأ على أمير المؤمنين السلام، وأعلمه أن عليَّ يميناً مُقفلة أني لا أتم حَديثاً حتى أموت. وقد كان أمير المؤمنين أعفاني مما أكره. فقامَ الرسول من عنده.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015