إليها، فسأل عنه المتوكل فقيل له: إنه عَليل. فقال: كنتُ أحب أن يكون في قُربى وقد أذِنت له، يا عُبيد الله، احمل إليه ألف دينار يَقسمها، وقل لسعيد يُهييء له حَرّاقة يَنحدر فيها. فجاءَه عليّ بن الجَهم في جوف الليل، ثم جاءَ عُبيدالله ومعه ألف دينار. فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لكَ، وقد أمر بهذه الألف دينار. فقال: قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره فردّها، وقال: أنا رقيقٌ على البَرد؛ والبَرُّ أرفق بي فكُتب له جواز، وكتب إلى محمد بن عبد الله في برّه وتَعاهده؛ فقدم علينا بين الظهر والعَصر.
أخبرنا عبد الملك بن أبي القاسم، قال: أخبرنا عبد الله بن محمد الأنصاري، قال: أخبرنا أبو يعقوب، قال: اخبرنا أحمد بن حَسْنُويَه، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن السامي، قال: سمعتُ سُليمان بن الأشعث يقول: كتبَ المتوكل على خَليفته أن يحمل أحمد إليه؛ فحُمل إليه، فلما قدم أحمد أمر أن يُفرغ له قصر ويُبسط له فيه، ويُجرى على مائدته كل يوم كذا وكذا، وأراد أن يُسمع ولده الحديثَ فأبى أحمد ولم يجلس على بساطه، ولم يَنظر إلى مائدته وكان صائماً، فإذا كان عند الإفطار أمرَ رفيقه الذي معه أن يَشتري له ماءَ الباقلاء فيُفطر عليه، فبقي أياماً على هذه الحال، وكان علي بن الجَهم من أهل السنّة حسنَ الرأي في أحمد، فكلّم أميرَ المؤمنين فيه، وقال: هذا رجلٌ زاهدٌ لا يُنتفع به؛ فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذنَ له. ففعل، ورَجع أحمد إلى مَنزله.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أنبأنا علي بن البُسْري، عن أبي عبد الله