سياق ما جَرى بينه وبَين المتوكل بعد عَوده من العَسْكر
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر البَرْمَكي، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو محمد بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال: كان يأتيه رسول المتوكل يُبلغه السلام، ويسأله عن حاله فَنُسرُّ نحن بذلك، وتَأخذه نَفضةٌ حتى نُدثِّره، ثم يقول: والله لو أن نَفسي في يدي لأرسلتها، ويَضم أصابعه ثم يَفتحها.
وقَدم المتوكل فنزل الشمّاسية يُريد المدائِن، فقال: يا صالحَ، أحب أن لا تذهب إليهم ولا تُنبههم. قلت: نعم. فلما أن بعد يوم وأنا قاعد خارجاً، وكان يوماً مطيراً، إذا يَحيى بن خاقان قد جاء والمطر عليه في مَوكب عظيم، فقال سُبحان الله! لم تَصر إلينا حتى تُبلغ أمير المؤمنين [السلام] عن شيخك حتى وجَّه بي. ثم نزل خارج الزقاق، فجهدت به أن يدخل على الدابة فلم يَفعل، فجعل يَخوض الطين. فلما صار إلى الباب نَزع جُرموقاً كان على خُفه، ودَخل البيت، وأبي في الزاوية قاعد عليه كِساء مُرقعٌ وعِمامة، والسِّتر الذي على باب البيت قِطعة خَيش، فسلّم عليه وقبَّل جبهته وسأله عن