بأنعُم من الله عز وجل مُتظاهرة، أسأله تمامها والعون على أداءِ شُكرها، قد انفكَّت عنا عقد، إنما كان حبس من كان هاهنا لما أعطوا فَقبلوا، وأُجري عليهم فصاروا في الحَدّ الذي صاروا إليه، وحدَّثوا ودخلوا عليهم. فنسأل الله عز وجل أن يُعيذنا من شَرّهم وأن يُخلّصنا، فقد كان ينبغي لكم لو فديتموني بأموالكم وأهاليكم لهان ذلك عليكم للذي أنا فيه، ولايكبر عليكم ما أكتب به إليكم، فالزموا بُيوتكم لعل الله عزّ وجلّ أن يُخلّصنا، والسلام عليكم ورَحمة الله.

ثم ورد عليّ غير كتاب بخطه بنحو من هذا. فلما خرجنا رُفِعَت المائدة والفُرش، وكلُّ ما كان أقيم لنا، وأوصى وصِيّة: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل؛ أوصى أنه يَشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كله ولو كَره المشركون، وأوصى من أطاعه من أهله وقَرابته أن يعبدوا الله في العابدين، وأن يَحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين، وأوصى أني رضيتُ بالله عز وجل ربًّا، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا، وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفُوران عليَّ نحواً من خمسين ديناراً، وهو مصدَّق فيما قال، فيُقْضَى مالَه عليَّ من غلة الدار إن شاءَ الله، فإذا استوفى أعطى ولدُ صالحٍ [وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل] كلّ ذكر وأنثى عشرة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015