أخبرنا ابن ناصر، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا البَرْمَكي، قال: حدثنا ابن مَرْدَك، قال: حدثنا ابن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد، قال: كانَ أبي يَختم من جُمعة إلى جُمعة، فإذا خَتم يدعو ونؤمّن، فلما فرغ جعل يقول: أستخيرُ الله عز وجل. مِراراً، فجعلتُ أقول: ما تريد؟ فقال: أعطي الله عهداً إنّ عهده كان مسؤولاً وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، أني لا أحدّث حديثاً تامًّا أبداً حتى ألقى الله عز وجل، ولا أستثني منكم أحداً، وجاءَ علي بن الجهم، فقلنا له، فقال: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} وأخبر المتوكل بذلك. وقال أبي: يُريدون أن أحدّث فيكون هذا البلد حَبْسي، وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد أنهم أعطوا فَقبلوا، وأمروا فحدَّثوا. وكان يدخل عليه يَحيى ويعقوب وعَتّاب وغيرهم فيتكلمون وهو مغمض العَين يتعلل، وضعَف ضعفاً شديداً، فكانوا يُخبرون المتوكل بضعَفه فيتوجع لذلك، ويوجِّه غليه في كل وقت يسأله عن حاله، وكان في خلال ذلك يأمر لنا بالمال، فيقول: يُوصَل غليهم ولا يُعلم شَيخهم. ويقول: ما يُريد منهم؟ إن كان هو لا يريد الدُّنيا فلِمَ يمنعهم؟

وقالوا المتوكل: إنه لا يأكُل من طَعامك، ولا يجلس على فِراشك، ويُحرم هذا الشراب الذي تَشرب. فقال: لو نُشِر المعتصم، وقال لي فيه شيئاً لم أقبله.

قرأتُ على أبي الفَضل بن أبي منصور، عن أبي القاسم بن البُسْري، عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015