وحضر معه صاحب البَريد- وكان يُعرف بابن الكلبي - وكان قد كتب إليه أيضاً، فقال له مُظفر: يقول لك الأمير: قد كتبَ إليَّ أمير المؤمنين أن عندك طَلِبته؟ وقال له ابنُ الكلبي مثل ذلك، وكان قد نام الناس.
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أخبرنا إبراهيم بن عمر، قال: أخبرنا علي بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، قال: حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل، قال: دقُوا الباب وأبي في إزاز فَفتح، فلما قُرئ عليه الكتاب وكأنهم أوَمؤوا إلى أن عنده عَلويًّا. قال لهم: ما أعرفُ من هذا شيئاً، وإني لأرى طاعَته في العُسْرِ واليُسرِ والمَنْشَط والمَكْرَه والأثَرة، وإني أتأسف على تَخلّفي عن الصلاة في جَماعة، وعن حُضور الجمعة ودعوة المسلمين، وقد كان إسحاق وَجّهَ إليه قبل موته: الزَم بيتَك ولا تخرج إلى جمعة ولا جَماعة، وألا نزل بك ما نزل بك في أيام أبي إسحاق. ثم قال له ابن الكَلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلّفك أن ما عندك طَلِبَته فتحلف، قال: إن استَحلفتموني حلفتُ، فأحلَفَه بالله وبالطلاق، أن ما عنده طَلِبَة أمير المؤمنين، ثم قال له أريدُ أن أفتش منزلك، وكنت حاضراً، فقال ومنزل ابنك، فقام مُظفر وابن الكلبي وامرأتان معهما، فدخلا فَفتشا البيت، ثم فَتش الامرأتان النساءَ، ثم دخلوا منزلي ففتشوه، ودلّوا شمعة في البئر فنظروا، ووجهوا النِّسوة فَفتشوا الحرم ثم خرجوا، فلما كان بعد يومين، ورد تاب علي بن الجهم: إن أمير المؤمنين قد صَحَّ عنده براءَتك مما قُرفت به، وقد كان أهل البدع مَدوا أعينهم، فالحمدُ لله الذي لم يُشمتهم بك، قد وجه