أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله، قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: سمعت شاكر بن جَعفر، يقول: سمعت أبا جعفر أحمد بن محمد التُّسْتَري، يقول: كانَ غلام يختلف إلى أحمد بن حنبل، فناوله يوماً درهمين، فقال: اشترِ به كاغَداً، فخرج الغلام فاشترى له وجَعل في جوف الكاغد خمس مئة دينار وشده وأوصله إلى بيت أحمد، فسأل أحمد أهل بيته: أحُمِل شيء من البياض؟ فقالوا: نعم، فَوُضع بين يديه، فلما أن فتحه تناثرت الدنانير، فردها في مكانها، وسأل عن الغلام حتى دُلَّ عليه، فوضعه بين يديه، فتبعه الغلام وهو يقول: الكاغد اشتريتُه بدراهمك خُذه، فأبى أن يأخذ الكاغَد أيضاً.
أخبرنا محمد بن ناصر، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبانا إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون الخلال، قال: أخبرني محمد بن الحسين، قال: حدثنا المرُّوذي، قال: أخبرت أن أبا بكر المستملي لما قدم بأبي عبدالله من الثغر، خرج معه يخدمه، قال: فنزلنا في بعض المنازل، فإذا بعض إخوانه قد أرسل إليه بمئة دينار، وقال: تنفقها يا أبا عبد الله في سَفرك، فردها، فقال له: يا أبا عبد الله، أنا معيل ورجل من أهل الثغر، فدعني آخذها؛ قال: وَيحك؛ إن عطيتهم أول مرة ليست مثل الثانية، فدَعنا نكن في عِزٍّ. فردها ولم يقبلها.
قال الخلال: وأخبرني عبد الله بن أحمد، قال: دُقَّ علينا الباب ليلة دقاًّ خفيفاً، ففتحت فإذا إنسان قد وضع خِواناً كبيراً عليه منديل أبيض وقال: خُذ هذا. ومَرّ مبادراً؛ وكانت مائدة كبيرة، فأدخلتها فوضعتها قدام أبي