الخلال، قال: أخبرني محمد بن موسى، قال: سمعت ابن نَيْزَك يقول: كنت أتبع أحمد ويحيى يمضون إلى سَعدويه- أو قال غيره - فاتخذ لهم - أراه قال: سعدويه - قِدر طعام، فلما فطن أحمد لذلك قال: قد قَرُب وقت الصلاة، وخرج فما اجترأ واحد منهم أن يكلمه، فجاءَ إلى سقاية فيها حب ماء، فأخرج فتيتاً معه في خرقة، وأخذ كوزاً من الحب وجَعل يستفه ويشرب عليه الماء، وصلى الظهر، ثم جاءَ فاستأذن ودخل، وقد طَعموا وصلوا، فقعد يكتب.
أخبرنا محمد بن أبي منصور، قال: أخبرنا عبد القادر بن محمد، قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن عمر، قال: أنبأنا عبد العزيز بن جعفر، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد الخلال، قال: أخبرني محمد بن الحسين، قال: حدثني المرُّوذي، قال: سمعتُ حُميد بن الربيع الكوفي، يقول: قال أبو عبد الله يوماً لأصحاب الحديث: من منكم منزله في الكَرخ؟ فقال له فتى: أنا يا أبا عبد الله، فقال له: تلبث فإن لنا حاجة؛ فأخرج أبو عبد الله دراهم وقال: اشترِ بهذه ورقاً حتى تَجيءَ به مَعك إذا جئت. قال: فاشترى الفتى ورقاً، وحشى في دُسوت الورق دنانير. وجاءَ به إلى أبي عبد الله فأعطاه، وانقطع الفتى من المجيء، ففتح أبو عبد الله الوَرق فجعلت الدنانير تتناثر، فجمعها وجعل يقول لأصحاب الحديث: من منكم يعرف الفتى الذي اشترى لي ورقاً؟ فقال له رجل: أنا أعرف منزله، قال: فتلبث هاهنا، فإن لي حاجةً، وحمل أبو عبد الله الدنانير ومضى معه، فلما صار إلى قطيعة الربيع إذا الفتى قاعدٌ، فقال له الرجل: هذا صاحبك يا أبا عبد الله؟ فقال له أبو عبد الله: انصرف أنتَ. ثم جاء فسلم ووضع الدنانير في حجره وانصرف.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد، ومحمد بن أبي القاسم، قالا: أخبرنا حمْدُ بن