أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي، قال: أنبأنا إبراهيم بن عمر البَرمكي، عن أبي بكر أحمد بن جعفر الفَقيه، قال: سمعت أبا بكر محمد بن أحمد سِبط أبي إبراهيم المُذَكِّر يقول: سمعتُ الطبراني يقول: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي قال: قُبور أهل السنة من الفُساق روضة من رياض الجنة، وقبور أهل البدع من الزهاد حفرة من حُفر النَّار.
فصل
وقد كان الإمام أبو عبد الله أحمد بن حنبل لشدة تَمسكه بالسنة ونَهيه عن البدعة يتكلم في جَماعةٍ من الأخيار إذا صَدر منهم ما يخالف السنة، وكلامه ذلك محمول على النصيحة للدين.
أخبرنا أبو مَنصور القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرني محمد بن أحمد بن يعقوب، قال: أخبرنا محمد بن نعيم الضَّبي، قال: سمعتُ أبا بكر أحمد بن إسحاق الصبغِي يقول: سمعت إسماعيل بن إسحاق السّراج يقول: قال لي أحمد بن حنبل يوماً: بلغني أن الحارث هذا - يعني المحاسبي - يكثر الكون عندك؛ فلو أحضرتَه منزلك وأجلستني من حيثُ لا يراني فأسمع كلامه؟ فقلت: السمع والطاعة لك يا أبا عبد الله، وسَرَّني هذا الابتداء من أبي عبد الله، فقصدت الحارث وسألته أن يَحضُرنا تلك الليلة، فقلت: وتسأل أصحابك أن يحضروا معك، فقال: يا إسماعيل، فيهم كَثْرة فلا تَزِدْهم على الكُسْب والتمر وأكثر منهما ما استطعت، ففعلتُ ما أمرني به،