أُمور المسلمين كان فيه ضَرر على المسلمين لما هو عليه من مذهبه وبدعته.
وسألته عن ابن الخلَنْجي، فقال فيه أيضاً مثل ما قال في أحمد بن رباح، وذكر أنه جَهمي معروف بذلك، وأنه كان من شرهم وأعظمهم ضرراً على الناس، وسألته عن شُعيب بن سهل فقال فيه: جَهمي معروف بذلك. وسألته عن عُبيد الله بن أحمد فقال: جهمي معروف بذلك، وسألته عن المعروف بأبي شُعيب فقال فيه: إنه جهمي معروف بذلك. وسألته عن محمد ابن مَنصور قاضي الأهواز، فقال فيه: إنه كان مع أبي دُؤاد وفي ناحيته وأعماله، إلا أنه كان من أمثلهم، ولا أعرف رأيه، وسألته عن ابن علي بن الجعد فقال: كان معروفاً عند الناس بأنه جَهمي مشهور بذلك، ثم بلغني عنه الآن أنه رجع عن ذلك. وسألته عن الفَتح بن سَهل صاحب مظالم محمد بن عبد الله ببغداد، فقال: جَهمي معروف بذلك، من أصحاب بشر المريسي، وليس ينبغي أن يقلّد مثله شيئاً من أمور المسلمين لما في ذلك من الضرر. وسألته عن ابن الثَّلجي، فقال: مبتدع صاحب هوى. وسألته عن إبراهيم بن عَتاب فقال: لا أعرفه، إلا أنه كان من أصحاب بشر المريسي، فينبغي أن يحذر ولا يقرب، ولا يقلّد شيئاً من أمور الناس.
وفي الجملة: إن أهل البدع والأهواء لا ينبغي ان يُستعان بهم في شيءٍ من أمور المسلمين، فإن في ذلك أعظم الضرر على الدين، مع ما عليه رأي أمير المؤمنين أطال الله بقاءه من التمسك بالسنة والمخالفة لأهل البدع.
ويقول أحمد بن محمد بن حنبل: وقد سألني عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان عن جميع ما في هذا القرطاس وأجبته بما كتب به، وكنت عليلَ العين ضعيفاً في بدني، فلم أقدر أن أكتب بخطي، فوقع هذا التوقيع في أسفل هذا القرطاس عبد الله ابني بأمري وبين يدي، وأسأل الله أن يطيل بقاءَ أمير المؤمنين، وان يديم عافيته، ويحسن له المعونة والتوفيق بمنِّه وقُدرته.