البقاء وَالْأَرْضِ حسن، لأن الجملة بعده تصلح أن تكون مبتدأ أو حالا يُحيِي وَيُمِيتُ حسن وَكَلِماتِهِ جائز، للأمر بعده تَهْتَدُونَ تامّ يَعْدِلُونَ كاف أُمَماً حسن، وإن اتفقت الجملتان، لكن أوحينا عامل إذ استسقاه فلم يكن معطوفا على قطعنا، فإن تفريق الأسباط لم يكن في زمن الاستسقاء والْحَجَرَ، وعَيْناً، ومَشْرَبَهُمْ، والسَّلْوى، ورَزَقْناكُمْ كلها حسان يَظْلِمُونَ كاف خَطِيئاتِكُمْ حسن الْمُحْسِنِينَ كاف غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لهم ليس بوقف لمكان الفاء يَظْلِمُونَ كاف شُرَّعاً جائز لا تَأْتِيهِمْ تامّ، على القول بعدم الإتيان بالكلية، فإنهم كانوا ينظرون إلى الحيتان في البحر يوم السبت، فلم يبق حوت إلا اجتمع فيه، فإذا انقضى السبت ذهبت فلم تظهر إلى السبت المقبل.
فوسوس إليهم الشيطان وقال لهم: إن الله لم ينهكم عن الاصطياد وإنما نهاكم عن الأكل فاصطادوا. وقيل قال لهم: إنما نهيتم عن الأخذ، فاتخذوا حياضا على ساحل البحر فتأتي إليها الحيتان يوم السبت، فإذا كان يوم الأحد خذوها، ففعلوا ذلك ثم اعتدوا في السبت، فاصطادوا فيه وأكلوا وباعوا فمسخ الله شبانهم قردة ومشايخهم خنازير، فمكثوا ثلاثة أيام ثم هلكوا ولم يبق ممسوخ فوق ثلاثة أيام أبدا. وأما من قال إن الإتيان في غير يوم السبت كان أقل من يوم السبت، أو بطلب ونصب: لأن التشبيه من تمام الكلام، فالوقف على كذلك. قال مجاهد: حرمت عليهم الحيتان يوم السبت، فكانت تأتيهم فيه شرّعا لأمنها ولا تأتيهم في غيره إلا أن يطلبوها. فقوله: كذلك، أي: تأتيهم شرعا. وهنا تمّ الكلام، ونبلوهم: مستأنف. ومحل الكاف نصب بالإتيان على
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .