تَشاءُ حسن، ومثله: وارحمنا الْغافِرِينَ كاف هُدْنا إِلَيْكَ حسن، ومثله: من أشاء للفصل بين الجملتين كُلَّ شَيْءٍ كاف في محل الذين بعد يؤمنون الحركات الثلاث: الرفع والنصب والجرّ، فالرفع من وجهين والنصب من وجهين والجرّ من ثلاثة، فتامّ إن رفع على أنه خبر مبتدإ محذوف أو مبتدأ والخبر إما الجملة الفعلية من قوله: يأمرهم
بالمعروف أو الجملة الاسمية، وكاف إن نصب الذين أو رفع على المدح وليس بوقف إن جرّ بدلا من الذين يتقون أو نعتا أو عطف بيان، ومن حيث كونه رأس آية يجوز وَالْإِنْجِيلِ كاف على استئناف ما بعده. وقيل: تامّ، لأن ما بعده يحتمل أن يكون خبر مبتدإ محذوف، أي: هو يأمرهم، وأن يكون نعتا لقوله: مكتوبا أو بدلا، أي:
يجدونه آمرا أو صلة للذي قائما مقام يجدونه كالبدل من تلك الجملة، أي:
الأمي الذي يأمرهم. قاله السجاوندي مع زيادة للإيضاح، والأمي بضم الهمزة، وهي قراءة العامة نسبة إلى الأمّة أو إلى الأمّ، فهو مصدر لأمّ يؤمّ، أي: قصد يقصد. والمعنى أن هذا النبي مقصود لكل أحد، وفيه نظر، لأنه لو كان كذلك لقيل الأمي بفتح الهمزة، وقد يقال إنه من تغيير النسبة أو نسبة لأمّ القرى، وهي مكة. أول من أظهر الكتابة أبو سفيان بن أمية عم أبي سفيان بن حرب كانَتْ عَلَيْهِمْ حسن أُنْزِلَ مَعَهُ ليس بوقف لأن أولئك خبر قوله: فالذين الْمُفْلِحُونَ تامّ جَمِيعاً حسن، إن رفع ما بعده أو نصب على المدح، وليس بوقف إن جرّ نعتا للجلالة أو بدلا منها. لكن فيه الفصل بين الصفة والموصوف بقوله: إليكم جميعا، وأجاز ذلك الزمخشري واستبعده أبو
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .