بلكن وهي كلمة استدراك يستدرك بها الإثبات بعد النفي أو النفي بعد الإثبات. وأما الابتداء بها، فإنك لو ابتدأت بها كنت واقفا على قال الذي قبلها وهي كلمة لا يوقف عليها بوجه، لأن القول يقتضي الحكاية بعده، ولا ينبغي أن يوقف على بعض الكلام المحكي دون بعض، هذا كله مع الاختيار، قاله النكزاوي، ولو وقع الجواب بنعم بدل بلى كان كفرا، لأن الاستفهام قد أكد معنى النفي، وبلى إيجاب النفي، سواء كان مع النفي استفهام أم لا كما تقدم الفرق بينهما بذلك وإبراهيم لم يحصل له شك في إحياء الموتى، وإنما شكّ في إجابة سؤاله قَلْبِي كاف: أي ليصير له علم اليقين وعين اليقين.

ومن غرائب التفسير ما ذكره ابن فورك في تفسيره في قوله: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي أن السيد إبراهيم عليه السلام كان له صديق وصفه بأنه قلبه: أي ليسكن هذا الصديق إلى هذه المشاهدة إذا رآه عيانا، قاله السيوطي في الاتقان سَعْياً حسن. وقيل كاف حَكِيمٌ تامّ سَبْعَ سَنابِلَ كاف على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن جعل متعلقا بما قبله مِائَةُ حَبَّةٍ كاف، ومثله: لمن يشاء عَلِيمٌ تامّ إن جعل الذين بعده مبتدأ وخبره لَهُمْ أَجْرُهُمْ وجائز إن جعل بدلا مما قبله وَلا أَذىً حسن ثم تبتدئ لهم أجرهم، وليس بوقف إن جعل: لهم خبر الذين لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ كاف يَحْزَنُونَ تامّ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ كاف: على أن قول خبر مبتدأ محذوف: أي المأمور به قول معروف، أو جعل مبتدأ خبره محذوف تقديره قول معروف أمثل بكم، وليس وقفا إن رفعت قول بالابتداء، ومعروف صفة وعطفت ومغفرة عليه، وخير خبر عن قول، وكذا ليس وقفا إن جعل خير خبرا

ـــــــــــــــــــــــــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015