فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ. الثاني في البقرة دون الأول، وفي قوله: قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ بالأنعام، وفي قوله: لَمَسَّكُمْ فِيما أَفَضْتُمْ فِيهِ بالنور، وفي قوله: فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ بالأنبياء، وفي قوله: لِيَبْلُوَكُمْ فِي ما آتاكُمْ* في الموضعين بالمائدة والأنعام، وفي قوله: وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ بالواقعة، وفِي ما رَزَقْناكُمْ في الروم، وفِي ما هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ كلاهما بالزمر. وأما قوله: فِي ما هاهُنا آمِنِينَ في الشعراء فهو من المختلف فيه، وغير ما ذكر موصول بلا خلاف، فمن ذلك أول موضع في البقرة: فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ، وفِيمَ كُنْتُمْ في النساء، وفِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْراها في النازعات، فموصول باتفاق بِالْمَعْرُوفِ جائز إن نصب حقا بفعل مقدر: أي أحقّ ذلك حقا وليس بمنصوص عليه الْمُتَّقِينَ كاف تَعْقِلُونَ تامّ حَذَرَ الْمَوْتِ ليس بوقف لوجود الفاء، وفي الحديث: «إذا سمعتم أن الوباء بأرض فلا تقدموا عليها، وإن وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارا منه»، وفهم من قوله: «فرارا منه» أنه لو كان الخروج لا على وجه الفرار بل لحاجة فإنه لا يكره، وهذه الآية نزلت في قوم فرّوا من الطاعون وقالوا نأتي أرضا لا نموت فيها، فأماتهم الله، فمرّ بهم نبيّ فدعا الله فأحياهم بعد ثمانية أيام حتى نتنوا وكانوا أربعين ألفا، وبعض تلك الرائحة موجودة في أجساد نسلهم من اليهود إلى اليوم، وهذه الموتة كانت قبل انقضاء آجالهم، ثم بعثهم ليعلمهم أن الفرار من الموت لا يمنعه إذا حضر الأجل ثُمَّ أَحْياهُمْ حسن عَلَى النَّاسِ ليس بوقف للاستدراك بعده
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .