أما ترى الروضةَ قد نَوَّرَتْ ... وظاهرَ الروضةِ قدْ أعشبا
كأنما الروضُ سماءٌ لنا ... نقطفُ منها كوكباً كوكبا
ومما يقع في كل اختيار قول سليمان بن وهب في مثل هذا:
حُفَّتْ بسروٍ كالقيانِ تلبَّسَتْ ... خضرَ الحريرِ على قوامٍ معتدِلْ
فكأنها والريحُ تخطِرُ بينها ... تنوي التعانقَ ثم يمنعُها الخَجَلْ
وبلغني أن الصاحب كان يعجب بقول ابن طباطبا ويعجبه إذا دخل بستان داره:
يا حسنَ بستانِ داري ... والوردُ يقطرُ طَلَّهْ
والسروُ قد مَدَّ فيه ... على الرياحينِ ظِلَّهْ
غناء الأطيار على الأشجار
لبعض المتأخرين:
أرى شجراً للطيرِ فيه تشاجِرُ ... كأن صنوفَ النَّوْرِ فيها جواهرُ
كأن القماري والبلابلَ وسطها ... قيانٌ وأوراقُ الغصونِ ستائرُ
شربنا على ذاكَ الترنُّمِ قهوةً ... كأنَّ على حافاتها الدرَّ دائرُ
وأحسن منه قول أبي العلاء السروي: