أما ترى قضبَ الريحانِ لابسةً ... حُسناً يبيحُ دمَ العنقودِ للحاسي
وغردتْ خطباءُ الطيرِ ساجعةً ... على منابرَ من وردٍ ومن آسِ
وأحسنُ منه قول بعض العصريين:
وفصلٍ فيه للأرضِ اختيالٌ ... لأنَّ جميعَ ما لبستْ حَريرُ
وللأغصانِ من طربٍ تثنِ ... إذا جَعَلتْ تُغنيها الطيورُ
وما أحسن قول البحتري وأدعاه إلى الطرب:
وورقٍ تداعى للبكاءِ بعثنَ لي ... كثيرَ أسىً بين الحشا والحيازمِ
وصلتُ بدمعي نوحَهُنَّ وإنما ... بكيتُ لشجوي لا لشجوِ الحمائمِ
ولا مزيد على ظرف ابن المعتز في قوله:
وصوتِ حمامةٍ سجعت بليلٍ ... وقد حنَّتْ إلى إلفٍ بعيدِ
فما زلنا نقولُ لها أعيدي ... وللساقي أَلا هَلْ من مزيدِ
فصل
من مطربات ابن المعتز قوله:
أيا ساقيَ القومِ لا تنسَنا ... ويا ربةَ العودِ غَنِّي لنا