ملتقي اهل اللغه (صفحة 6104)

وفي الإنجليزية أيضا يتضح العجز عن التفريق أو التمييز بين العم والخال، أو العمة والخالة، أو ابن الأخ وابن الأخت، أو ابنة الأخ وابنة الأخت،،

عم أو خال: uncel .

عمة أو خالة: aunt .

ابن الأخ وابن الأخت: nephew .

ابنة الأخ وابنة الأخت: niece .

ولذا فإن القاريء قد يقرأ الرواية الإنجليزية الطويلة، ويفرغ منها، وهو لايدري أهويقرا عن عم أو خال، أهي عمة أو خالة، أهو ابن أخ أو ابن أخت، أهي ابنة أخ أو ابنة أخت،،

لأن اللفظ عندهم مبهم يحتمل كليهما في كل،،

وليس كذلك في لغتنا العربية مطلقا،،

وعن الوجازة والبسط، والإجمال والتفصيل وما يكون من ذلك في الدلالة علي عبقرية لغتنا العربية وعظمتها وثرائها وخلودها،، قال الأستاذ أحمد حسن الزيات رحمه الله تعالي:

لكل لغة عبقرية تستكن في طرق الأداء، وتنوع الصور، وتلازم الألفاظ، وهي من حيث طريقة الأداء تستكن في الإيجاز، ومن حيث تلازم الألفاظ تستكن في السجع والإزدواج،

فإذا كانت الوجازة أصلا في بلاغات اللغات، فإنها في اللغة العربية أصل وطبع وروح،

وأول الفروق بين اللغات السامية واللغات الآرية أن الأولي إجمالية والأخري تفصيلية،،

يظهر ذلك في قولك (قتل الإنسان)،،

فإن الفعل في هذه الجملة، يدل بصيغته الملحوظة علي المعني والزمن والدعاء والتعجب وحذف الفاعل،،،،،، وهي معان لايمكن التعبير عنها في لغة أوربية إلا بأربع كلمات أو خمس. آهـ

بل إن التحديدالدقيق المحدد يصل في لغتنا العربية إلي الأوصاف،،

فالعرب تقول حين تصف انسانا مقطوع الشفة،،

* إذا كانت العليا، قيل: أعلم.

* إذا كانت السفلي، قيل: أفلح.

* إذا كان مشقوقهما، قيل: أشرم.

* إذا كان مشقوق الأنف، قيل: أخرم.

* إذا كان مشقوق الأذن، قيل: أخرب.

* إذا كان مشقوق الجفن، قيل: أشتر.

ومن مفاخر لغتنا العربية تفردها بإيراد الكني،، إذ لم تكن الكني لأحد من الأمم إلا للعرب،،

قال بعضهم:

أكنيه حتي أناديه لأكرمه ... ولاألقبه والسودة اللقب

ومن ميزاتها الإشتقاق،،

ذلك الذي عرفه الجرجاني رحمه الله تعالي بقوله:

الإشتقاق نزع لفظ من آخر، بشرط مناسبتهما معني وتركيبا، ومغايرتهما في الصيغة،، وهناك الإشتقاق الصغير:وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في الحروف والترتيب، نحو ضرب من الضرب.

وهناك الإشتقاق الكبير: وهوأن يكون بين اللفظين تناسب في اللفظ والمعني دون ترتيب، نحو جبذ من الجذب.

وهناك الإشتقاق الأكبر: وهو أن يكون بين اللفظين تناسب في المخرج، نحو نعق من النهق.

وهناك الإشتقاق الكبار (النحت)،

اقرأ لإبن فارس رحمه الله تعالي في (فقه اللغة)، إذ يقول:

العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الإختصار، نحو قولهم:

رجل عبشمي، منسوب إلي اسمين عبد وشمس.

قال الخليل بن أحمد الفراهيدي رحمه الله تعالي:

أقول لها ودمع العين جاري ... ألم تحزنك حيعلة المنادي

من قولهم: حي علي كذا.

صلاح جاد سلام

ـ[بلسم الحروف]ــــــــ[16 - 12 - 2008, 08:03 م]ـ

مرحبا بك أخي

مقالةً أجزت فيها بالإعجاز في اللغة العربية

ولا مزيد على كلامك ..

سوى أنني أدعوا معك إلى الإلتفات ولو قليلا إلى جمال اللغة العربية

ومحاولة إستعمالها وتعميمها في أعمالنا وحياتنا العادية ..

فأنا ألاحظ من فئة من الناس إدخال بعض الألفاظ باللغات الأخرى مع باقي الكلام العربي

مما يُخل بالمعنى المُراد به ..

وهذا ما يُضايقني بحق ..

أشكرك فعلا على هذا المقال الهام ..

وآمل من الإدارة الموقرة أن تقوم بإبقاءه في هذا القسم لأهميته ..

أختكم: بلسم الحروف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015