ـ[رائد]ــــــــ[05 - 04 - 2010, 08:02 ص]ـ
تحقيق: د. هند بداري
هل أصبحت اللغة العربية كائناً مهدداً بالاندثار؟! تساؤل أثير مع تعالي صيحات أساتذة اللغة العربية بعدة جامعات مصرية من ظهور لغة "الشات" و"الروشنة" و"الفرانكوأرابيا" إضافة إلي العامية في أوراق الإجابة بالامتحانات والأبحاث والخطابات الرسمية حتي في أقسام اللغة العربية!
ناهيكم عن تأكيد المسئولين عن كنترول الثانوية العامة في الامتحانات التجريبية بمرحلتيها الأولي والثانية في 13مارس/ آذار 2010 انخفاض درجات الطلاب في الامتحان التجريبي للغة العربية، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا يدعو إلي مراجعة مناهج اللغة العربية بالمدارس والجامعات، وتقديمها بصورة جذابة ملائمة لروح العصر الذي يعيشه هؤلاء الشباب حتي لا يهربون من ممارستها في تعاملاتهم الحياتية والرسمية.
المسألة تستدعي وقفة لإنهاء هذه الفوضي اللغوية .. هذا ما أكده أساتذة لغة عربية بالجامعات والمدارس وخبراء بالإعلام - لموقع أخبار مصر www.egynews.net (http://www.egynews.net) - وقالوا إن الأسباب متعددة، علي رأسها جمود مناهج التعليم والإقبال علي مدارس اللغات والجامعات الأجنبية إلي جانب إدمان لغات بديلة من وحي الإنترنت والبيئة المحيطة، علاوة علي انتشارالعامية "المبتذلة أحياناً" في معظم برامج الإعلام.
العودة إلي أعلي طلاب مجبرون
د. مصطفي قطب أستاذ علم اللغة في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة قال إن نسبة ضعيفة من طلاب الكلية متميزون وقادرون علي كتابة الإنشاء والتحدث بلغة فصحي سليمة راقية معبرة عن القضايا المجتمعية، مبررا ذلك بأنهم لا يدخلون الكلية برغبتهم وإنما بحكم المجموع المتواضع، وهذه النسبة المتمكنة لغوياً ترتفع قليلاً مع التعمق بالدراسة وحب اللغة، وبالتالي يكون الخريج عادة ضعيفا وينصرف عن التدريس إلي أعمال أخري تدر عليه ربحاً أو يشارك في العملية التعليمية بقدراته المحدودة دون مبالاة بعواقب ذلك من تخريج أجيال تكره الفصحي، ولذلك تنظم كلية دار العلوم دورات تدريبية للارتقاء بمستوي الطلاب مقابل أجر رمزي.
وأكد د. قطب دور الإعلام في النهوض باللغة العربية خاصة بعدما كشف بحث أجراه عن "الألفاظ الأجنبية بالصحف المصرية بالتطبيق علي جريدتي الأهرام والشروق الجديد في النصف الثاني من 2009" عن تكرار ألفاظ أجنبية بالموضوعات الصحفية في مختلف المجالات، مثل إنفلونزا وفيروس ودبلوماسي واستراتيجي وغيرها مما يؤثر سلبياً علي الثقافة اللغوية للقاريء.
العودة إلي أعلي الإجابة بالعاميةد. ثناء أنس الوجود رئيس قسم اللغة العربية بكلية الأداب جامعة عين شمس اتفقت مع ما سبق، وأكدت أن معظم الطلاب يجبرون علي دخول هذا القسم بسبب ضعف المجموع، وحتي شرط الحصول علي 65% باللغة العربية يتم تجاوزه أحياناً لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الناجحين بالثانوية العامة، بل هناك طلاب كثيرون رسبوا في الأعوام الأخيرة لأنهم كتبوا بالعامية في أوراق الإجابة بالامتحانات، وعند تكرار رسوبهم يتم تحويلهم إلي كليات أو أقسام أخري لأن فاقد الشيء لن يعطيه، وبالتالي لابد من وقفة حاسمة وتدريب الطلاب علي الفصل بين لغة العامية والتسلية ولغة التخاطب الرسمي مع تضافر مؤسسات المجتمع في تلافي تأثير اللغات الموازية علي لغتنا الجميلة.
وفسرت د. ثناء الفوضي اللغوية في ظل التحولات التي يشهدها المجتمع في عصر العولمة بأن اللغة وعاء للفكر والثقافة والقيم، ومن الطبيعي أن تعكس حالة التخبط الفكري والتراجع الثقافي والفوضي القيمية والسلوكية خاصة بين الأجيال الجديدة، والتي تتجلي في ابتداع الشباب تراكيب مهجنة وأصوات حركية متنافرة لتيسير التخاطب بينهم في عالمهم الخاص، وميلهم إلي المظهرة والاستسهال بتحدث الإنجليزية و"الفرانكوأرابيا" خاصة أن المدارس لم تسلحهم في الصغر بالثروة اللغوية الكلاسيكية.
¥