وفيما يتعلق بالمجالات العلمية والأدبية الجديدة كالمعلوماتية واللسانيات والتجهيزات والتقانات التي لا يوجد لها مقابلات! يقول الدكتور محاسني إن المجمع يقوم بدعوة «أكبر عدد من الخبراء الممارسين لهذه العلوم حتى نستخلص من خبرتهم ما يمكن أن يطلق على هذه المكونات العلمية وعلى المفاهيم الموجودة في هذه العلوم». ومهما كانت المشاريع التي يطرحها مجمع دمشق طموحة فلا يمكن التفاؤل بتحقيق نتائج سريعة لها، كون العمل يجري ببطء لسببين، الأول طبيعة العمل البحثي والتنقيب في التراث اللغوي، وثانيا وهو الأهم ضعف التمويل. فمثلا المشروع المهم الذي أطلقه اتحاد المجامع العربية وهو وضع معجم تاريخي للغة العربية يدرس تطور الألفاظ لملاحظة اختلاف المعنى ودخوله في المجالات المجازية أو تغير الدلالة بتأثير الحضارة الحديثة، هو مشروع ضخم جدا ويتطلب إمكانيات مادية وبشرية كبيرة. وقد تم توزيع العمل فيه بين المجامع وفق التسلسل التاريخي حيث تولى مجمع دمشق وضع القسم الخاص بالعصر الجاهلي، وتم البدء بالعمل به ولا يتوقع أن يظهر شيء منه قبل عامين أو ثلاثة. ويقول مروان محاسني «لدينا مشكلة تمويل، ميزانية المجمع لا تكفي لإنجاز هكذا مشروع يتطلب الكثير وقد بدأنا العمل ونحن نعرف أن إنجازه يتطلب تمويلا من خارج ميزانيات المجامع ولكننا الآن نتحرك ضمن الإمكانيات».
الإمكانيات الضئيلة تعكس مدى اهتمام الحكومات العربية بالالتفات إلى النهوض باللغة العربية ودعم المؤسسات المعنية بحمايتها وفي مقدمها مجامع اللغة في سورية ومصر والعراق والأردن ودول المغرب العربي. ومن المنتظر انعقاد اجتماع اتحاد المجامع في القاهرة شهر أبريل (نيسان) القادم للتخطيط لشؤون اللغة العربية التي من ضمنها عمل المجامع بما يتعلق بالمعاجم واللغة والمصطلحات وما تحتاجه اللغة العربية من تطوير. فهل سيمر كأي اجتماع سنوي روتيني أم نتفاءل بترجمة القرار السياسي العربي إلى واقع يتيح تنفيذ مشاريع مثل الذي طرحه مجمع الجزائر الهادف إلى إدخال أكبر عدد ممكن من النصوص التراثية والحديثة إلى شبكة الإنترنت؟ ومشروع النهوض باللغة العربية الذي أطلق في سورية لمعالجة المشكلات التي ترتبت على اللغة العربية منذ دخولها عالم المعلوماتية؟
جريدة الشرق الأوسط - 19 صفر 1432 هـ 23 يناير 2011 العدد 11744.