ملتقي اهل اللغه (صفحة 5964)

المجالات التي يجب تنشيطها والمجالات الأخرى التي يجب إدخالها. وحين تسلمت رئاسة المجمع في ديسمبر (كانون الأول) 2008 توليت هذه المهمة ناظرا إلى التوسع في العلاقة بين المجمع وجمهور الناطقين بالعربية على اعتبار أن المجمع يجب أن يبقى مرجعا للنظر في القضايا المطروحة، وخاصة الصعوبات التي تواجه تعليم وتعلم اللغة».

لكن ما علاقة المجمع بالتعليم والتعلم؟ يرد الدكتور محاسني: «المجمع ليس له دور تعليمي لكن مجمعنا له أن يوجه التعليم ويؤمن الوسائل المسهلة والمشجعة على تعلم العربية» مؤكدا على أن «هذا ما دعانا إلى الانفتاح على علوم جديدة»، موضحا أنه بعدما «أصدر رئيس الجمهورية مرسوما زاد فيه عدد المجمعيين من عشرين إلى خمسة وعشرين وكان هناك شواغر «لجأنا إلى انتخاب أعضاء جدد وكان عددهم ثمانية، ولم نقتصر في انتقائنا لهم على علماء العربية بل انفتحنا على العلوم الحديثة التي تكتب الآن بلغة عربية تقريبية لم يتفرغ أحد لوضع الأساليب اللازمة لكتابتها مثل المعلوماتية واللسانيات والبيولوجيا وعلم الجينات ودراسات الأدب المقارن، كلها علوم لم يتطرق لها التراث العربي. ولا بد للمجمع أن يقوم بالعمل على إرساء قواعد عربية لتكتب هذه العلوم وتدرس باللغة العربية».

لكن هناك شكوى من صعوبة بعض المصطلحات التي ينحتها المجمع، وبالأخص في مجال المعلوماتية. وهناك من يرى فيها طرافة غير مستحبة؟ رأي يدحضه الدكتور محاسني بالقول إنه في «عام 38 للهجرة دونت في بلاد الشام أول مخطوطة للكيمياء في اللغة العربية». ومع أنها ترجمت عن اليونانية لكنها تؤكد على أن «اللغة العربية التي كانت حتى ذلك الحين لغة القرآن الكريم والحديث النبوي والشعر المروي أثبتت بسرعة أنها لغة العلوم أيضا». وهذا يأتي على الضد مما يقال عن أن اللغة العربية فقدت صلتها بالعلوم بعد انطفاء جذوة الحضارة العربية الإسلامية بسقوط الأندلس. ويشير إلى تجربته منذ الستينات حين شارك مع رئيس المجمع في ذلك الوقت الدكتور حسني سبح والدكتور هيثم الخياط عضو المجمع في وضع معجم طبي موحد، قامت بتأليفه لجنة من مجموع البلاد العربية (مصر سورية العراق تونس المغرب الجزائر الأردن) الغرض منه توحيد المصطلحات الطبية. ويقول: «كان مجهودنا في وضع المصطلحات العلمية الطبية بشكل يقبله المتكلمون قياسا على ما يجري في جامعة دمشق التي بدأت في تدريس الطب باللغة العربية 1920». فذلك المعجم كان متابعة لتطوير اللغة العربية الذي بدأ حينها واللحاق بالمستجدات العلمية، ومعظم المصطلحات كانت تأخذ من التراث العربي الطبي. ويوضح محاسني: «المجمع ينظر في المصطلحات على مستويين، مستوى العلوم ومضطر أن يأخذها من اللغة الأجنبية ويضع مقابلات عربية بما يستسيغه المتكلمون ولا يكون معقدا، مثلا في الطب الشريان الرئيسي في الجسم ورد في الكتب العربية القديمة باسم الأورطى وهو نقل حرفي لما هو موجود باليونانية، عدنا إلى كتب عربية أخرى ووجدنا أن كلمة أبهر تعطي نفس المعنى فاصطلحنا على الأبهر».

أما المستوى الثاني فيتعلق بألفاظ الحضارة، أي ما يتعلق بالمهن والحرف ولوازم المنزل والنقل. ويقول: «اضطررنا للتدخل انطلاقا من السؤال لماذا تحتفظ اللوازم المنزلية على سبيل المثال بمسمياتها الأجنبية التي يوجد لها مقابلات عربية؟!».

وباشرت لجنة في مجمع دمشق من ضمن 16 لجنة بالعمل على وضع «معجم ألفاظ الحضارة» في العربية مع ما يقابله في الإنجليزية والفرنسية، ويتضمن ثلاثة أقسام «المهن والحرف» و «ملاحق الملابس والمنزل»، و «لوازم المنزل والحرف» وقد طرح المشروع على المؤتمر التاسع حيث تمت مناقشته مع ممثلي المجامع العربية بهدف التنسيق للوصول إلى معجم موحد يراعي اختلاف الألفاظ ومعانيها بين بلد عربي وآخر. ويرى الدكتور محاسني أن «معجم ألفاظ الحضارة» يمكن أن يكون على ثلاثة مستويات: ما هو للاستعمال اليومي، وما هو للثقافة العامة، وما هو للترجمة.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015