ملتقي اهل اللغه (صفحة 5907)

ومن هذا المنطلق بدأ صراع قوي بين التيارين واستطاع مثقفي اللغة العربية ومريديهم أن يثبتوا أن للغة العربية دور في كل المجالات الرسمية للبلاد وبعد جهود من بعض الإخوان استطاعوا أن ينتزعوا بعض الإنتصارات , وأصبح الدستور ينص على أن اللغة العربية تساوي اللغة الفرنسية , ولكن هذا للأسف الشديد من الناحية الشكلية فقط. وإذا رجعنا للناحية العملية نجد أن اللغة الفرنسية هي اللغة الرسمية للبلاد لأن كل المراسيم والقرارات والمعاملات تصدر باللغة الفرنسية فقط. إذاً أين المساواة في اللغة؟ وبالتالي لن ينتهي الصراع.

إذا من الذي يقف ضد ازدهار وتطوير وانتعاش اللغة العربية مع الأسف للمرة الثانية الشماليين ومثقفي اللغة العربية الذين تقلدوا مناصب عليا في البلاد هم الذين يقفون ضد اللغة العربية بطريقة غير مباشرة وهم محسوبون على تيار اللغة العربية كما قال السياسي الجنوبي المسلم البارز الدكتور نور الدين كاسيرا في إحدى النشرات أن الذين يقفون ضد اللغة العربية ليس الجنوبيين كما تعتقدوا إنما الشماليين أنفسهم هم الذين يقفون ضد اللغة العربية ودخولها إلى دواوين الحكومة وفعلاً عندما كان هذا الرجل رئيساً للوزراء في فترة من الفترات انتعشت اللغة العربية في دواوين الدولة الرسمية وذلك بإصداره بعض القرارات الصائبة بعريب جميع اسماء الوزارات وتعريب الأماكن العامة وهذا ما عجز عنه الشماليين انفسهم.

وفي ظل هذه الأوضاع تسارعت اللغة الفرنسية وتسللت كثير من مفرداتها إلى ساحة اللغة العربية وأصبح سكان تشاد يتكلمون لغة عربية غريبة خاصة بهم , فهي خليط بين اللغة العربية والفرنسية واللهجة المحلية والعامية واللغة العربية الفصيحة , وليس بالضرورة أن تتوفر ساحة قتال لتحقيق مفهوم الانتصار والهزيمة وإنما تنامي وطغيان المد الحضاري في صورة منجزات علمية وآلات وأدوات جعل من المصطلحات الحضارة الحديثة رؤوس سهام تتسلل إلى اللغات الأخرى لتأخد مكانها نتيجة عدم توفر البديل أو عدم المسارعة في إيجاد البديل , وفقاً لنظرية ابن خلدون في تقليد المنتصر وأصبحت وكأنها سمة ودلالة على الارتقاء الحضاري والثقافي الزج بالمصطلحات الفرنسية.

إخواني وأخواتي ... من هذا المنبر ننطلق لنجعل للغة العربية مكانة في خاصة في قلوبنا ونسعى جادين ونبذل الغالي والنفيس لتأخذ مكانتها في الدولة وفي القرارات التي تتخذها الدولة وذلك يأتي بإصرار منا ومن مثقفي اللغة العربية الذين يتقلدون مناصب عليا في الدولة بأن يتخذوا كل قراراتهم وتقاريرهم باللغة العربية وهذا الحق يكفلها لهم الدستور ويفتخروا ويعتزوا باللغة العربية ويثبتوا للآخرين أن للغة العربية شأن.

نجد في المقابل أن هناك في العالم لغات اضمحلت بل ماتت تماماً ولكن عادت إلى الحياة بإصرار أبنائهعا على إعادتها للحياة.

والمثال البارز على ذلك اللغة العبرية التي كانت حبيسة الكتب الدينية ولا يجيدها إلا بضعة حاخامات إنقطعوا لدراستها في كتبهم ولكن مع قيام دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين وفرض هذه اللغة العبرية بقرار سياسي ولكونها تمثل نقطة التقاء لمجموعات متنافرة تشرذمت في اصقاع الأرض فلن يأتي ما يجمعون عليه للتفاهم والتواصل إلا اللغة العبرية ثم فرض تعليم هذه اللغة وفرض استخدامها.

وفي تشاد أمامنا خيارين لا ثالث لهما , إما أن نرضى باللغة الفرنسية ونعيش تحت رحمتهم وننتظرهم إلى أن يتيحوا لنا الفرصة , أو نهتم باللغة العربية لجعلها اللغة الرسمية للبلاد وأن تكون لها مكانة سامية , وهذا يتطلب منا بذل مزيد من الجهد والتضحية وتشمير الساعد وأن لا نتعامل مع القضية بسطحية وضرورة تبني سياسة لغوية فعالة باتخاذ مجموعة من القرارات التي تصب في تشجيع استخدامها , فالسياسة اللغوية والتخطيط

اللغوي يصبحان ضمانا ً للتطور المستمر للغات بتعبئة العناصر الفعالة على مختلف المستويات كالأفراد والمؤسسات والحكومات وتوجيهها للترزكيز نحو استخدام اللغة العربية.

وقبل ختام الحديث نقول للذين يستهزؤون باللغة العربية وبتعليم العربية رويداً رويداً , قادمون قادمون إن شاء الله.

ونقول لهم كما قال الشاعر:-

أيها الناس نحن من نفروا

عمروا الأرض حيثما قطنوا

وفي الختام الحمد لله رب العالمين.

ومنكم العتاب ومنا القبول إن شاء الله

وشكراً / أخوكم يوسف

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصدر / منتدى تشاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015