ـ[أبو سهل]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 02:20 م]ـ
أحسنتَ العَرضَ، كما أحسنْتَ الاخْتيار، أخي {عبد الوهاب}.
وكان أبو القاسم الإسْكافي يقول، كما في كتاب " بَرْدِ الأَكباد " للثَّعالبي: (استظهاري على البلاغةِ بِثلاثةٍ: القرآن، وكلامِ الجاحظ، وشِعْرِ البُحْتُري).
ـ[محمد محمود أمين]ــــــــ[12 - 09 - 2008, 05:53 م]ـ
شكر الله لك
ـ[عبد الوهاب الغامدي]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 06:14 م]ـ
أخوَيَّ الفاضلينِ أبا سهلٍ ومحمدَ أمينٍ سُعِدتُ بمروركما، بارك الله بكما
وقال أبوعُثْمانَ: ((وذَكَرَ اللهُ تباركَ وتعالى جميلَ بلائهِ في تعليمِ البيانِ، وعظيمَ نعمتِهِ في تقويمِ اللسانِ، فقال: ((الرحمنُ () علّمَ القرآنَ () خلقَ الإنسانَ () علّمَهُ البيانَ))، وقال تعالى: ((هذا بيانٌ للناسِ))، ومدحَ القرآنَ بالبيانِ والإفصاحِ، وبحسنِ التفصيلِ والإيضاحِ، وبجودةِ الإفْهامِ وحِكْمَةِ الإبْلاغِ، وسمّاهُ فُرْقاناً كما سمّاهُ قرْآناً. وقال: ((عربيٌّ مُبينٌ))، وقال: ((وكذلك أنزلناهُ قرآناً عربيّا))، وقال: ((ونزّلنا عليك الكتابَ تِبْياناً لكلّ شيءٍ))، وقال: ((وكلَّ شيءٍ فصّلناهُ تفصيلاً)).
وذَكَرَ اللهُ عزّوجلّ لنبيهِ عليهِ السلامُ حالَ قريشٍ في بلاغةِ المَنْطِقِ، ورَجَاحَةِ الأحْلامِ، وصِحَّةِ العُقُولِ، وذَكَرَ العربَ وما فيها من الدَّهاءِ، والنَّكْراءِ والمَكْرِ، ومن بَلاغةِ الألسِنَةِ، واللَّدَدِ عند الخصومةِ، فقالَ تعالى: ((فَإذا ذَهَبَ الخَوْفُ سَلَقُوْكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ))، وقال: ((وتُنْذِرَ بِهِ قوماً لُدّا))، وقال: ((ويُشْهِدُ اللهَ على ما في قلْبِهِ وهُو أَلَدُّ الخِصامِ))، وقال: ((ءَآلِهَتُنا خيرٌ أمْ هُو ما ضَرَبوهُ لكَ إلّا جَدَلَاً بلْ هُمْ قَومٌ خَصِمُونَ)).
ثُمّ ذَكَرَ خَلابَةَ أَلْسِنَتِهِم، واسْتِمَالَتَهُم الأسْماعَ بِحُسْنِ مَنْطِقِهِم، فقال: ((وإن يَقولوا تسْمَعْ لِقَولِهِم))، ثمّ قال: ((ومِنَ النّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ في الحياةِ الدّنْيا)) مع قوله: ((وإذا تَوَلّى سَعَى في الأرضِ لِيُفْسِدَ فيها ويُهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ)) ..
وقالَ اللهُ تَباركَ وتَعالى: ((وما أرْسَلْنا مِن رّسُولٍ إلا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لهُم))، لأنّ مَدارَ الأمرِ على البَيانِ والتَّبَيُّنِ، وعلى الإفهامِ والتَّفَهُّمِ. وكلّما كان اللِّسانُ أبْيَنَ كان أَحْمَدَ، كمَا أنّهُ كلّما كان القَلْبُ أَشَدَّ اسْتِبانَةً كان أَحَمَدَ.
والمُفْهِمُ لكَ والمُتَفَهِّمُ عنْكَ شَريكانِ في الفَضْلِ، إلا أنّ المُفْهِمَ أفْضَلُ من المُتَفَهِّمِ، وكذلكَ المُعَلِّمُ والمُتَعَلِّمُ. هَكَذا ظاهرُ هذهِ القَضِيَّةِ، وجُمْهُورُ هذهِ الحُكُوْمُةِ، إلّا في الخاصِّ الذي لا يُذْكَرُ، والقليلِ الذي لا يُشْهَرُ.
وضَرَبَ اللهُ عزّوَجَلّ مَثَلاً لِعِيِّ اللِّسانِ وَرَداءَةِ البَيانِ حِيْنَ شَبَّهَ أَهْلَهُ بالنِّساءِ والوِلْدانِ: فقال تعالى: ((أَوَمَن يُنَشَّأُ في الحِلْيَةِ وَهُوَ في الخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ)) ...))
البيانُ والتَّبْيِيْنُ (1/ 8 - 12)
ـ[طالب طب]ــــــــ[13 - 09 - 2008, 07:48 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو ولاء]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 05:03 ص]ـ
ما شاء الله، تبارك الله؛ دررٌ عسجديةٌ منتقاة.
أحسن الله إليك؛ على هذا الجهد الموفق.
ـ[عبد الوهاب الغامدي]ــــــــ[17 - 09 - 2008, 06:03 ص]ـ
بارك الله بكما أخويَّ الكريمين طالبَ طبٍ وأبا ولاء
مرورُكما شرفٌ لي
وأعتذر عن التأخر لبعض الظروف
ـ[عبد الوهاب الغامدي]ــــــــ[19 - 09 - 2008, 11:54 م]ـ
وقال أبو عثمان: ((ولمّا علِمَ واصلُ بنُ عطاءٍ أنّه أَلْثَغُ فاحِشُ اللَّثَغِ، وأنّ مَخْرَجَ ذلك منه شنيعٌ، وأنه إذْ كان داعيةَ مَقالةٍ، ورئيسَ نِحْلةٍ، وأنه يريدُ الاحتِجاجَ على أربابِ النِّحَلِ وزعماءِ المِلَلِ، وأنه لابد من مُقارَعَةِ الأبْطالِ، ومن الخُطبِ الطِّوالِ، وأنّ البيانَ يحْتاجُ إلى تَمْيِيْزٍ وسياسةٍ، وإلى تَرتيبٍ ورياضَةٍ، وإلى تَمامِ الآلةِ وإحْكامِ الصَّنْعَةِ، وإلى سُهولةِ المَخْرَجِ وجَهارةِ المنطقِ، وتَكْميلِ الحُرُوفِ وإقامةِ الوزنِ، وأنّ حاجةَ المَنطِقِ إلى الحلاوةِ، كحَاجَتِهِ إلى الجَزالَةِ والفَخامةِ، وأنّ ذلك من أكثرِ ما تُستَمالُ به القلوبُ، وتُثْنَى به الأعْناقُ، وتُزَيَّنُ به المَعاني، وعَلِمَ واصلٌ أنه ليس معه ما يَنوبُ عن البيانِ التّامِّ، واللِّسانِ المُتَمَكِّنِ، والقوّةِ المُتَصَرِّفَةِ، كنحْوِ ما أعطى الله تباركَ وتعالى نَبِيَّه موسى عليه السلامُ مِنَ التَّوفيقِ والتّسْديدِ، معَ لِباسِ التّقْوى، وطابَعِ النُّبُوّةِ، ومع المِحْنَةِ والاتّساعِ في المَعْرِفَةِ مَعَ هَدْيِ النَّبِيِيْنَ، وسَمْتِ المُرْسَلينَ، وما يُغَشِّيْهِم اللهُ من القَبولِ والمَهابَةِ، ولِذلك قال بعضُ شعراءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم:
لَوْ لَم تَكُنْ فيهِ آياتٌ مُبَيِّنَةٌ ... كانت بَداهَتُهُ تُنْبِيْكَ بالخبرِ
ومعَ ما أعطى اللهُ تباركَ وتعالى موسى – عليه السلام – من الحُجَّةِ البالِغَةِ، ومن العلاماتِ الظّاهِرَةِ، والبُرْهاناتِ الواضِحَةِ، إلى أنّ حَلَّ اللهُ تلك العُقْدَةَ، وأطلَقَ تلك الحُبْسَةَ، وأسْقَطَ تلك المِحْنَةَ، ومن أجلِ الحاجَةِ إلى حُسْنِ البيانِ، وإعطاءِ الحروفِ حقوقَها من الفصاحةِ رام أبو حذيفةَ إسقاطَ الرّاءِ من كلامِهِ، وإخراجَها من حروفِ مَنْطِقِهِ، فلم يَزلْ يُكابِدُ ذلك ويُغالِبُهُ، ويُناضِلُه ويُساجِلُه، ويَتَأَتَّى لِسَتْرِهِ، والرّاحةِ من هُجْنَتِهِ، حتى انتظَمَ له ما حاولَ، واتَّسَقَ لَه ما أمَّلَ))
البيانُ والتَّبْيِيْنُ (1/ 14 - 15)
¥