ـ[أبو العباس]ــــــــ[01 - 12 - 2010, 08:47 م]ـ
.
8
وقال بَلْعاء بن قيس:
وفارسٍ في غِمار الموتِ مُنغَمِسٍ ... إذا تألّى على مكروهةٍ صَدَقا
غَشَّيتُهُ وهو في جأواءَ باسلةٍ ... عضبًا أصابَ سواءَ الرأسِ فانْفَلَقا
بضربةٍ لم تكن منّي مخالسةً ... ولا تعجّلتها جُبنًا ولا فَرَقا
ـ[عائشة]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 10:57 ص]ـ
ما ضبطُه؟ فإنِّي لا أحسِنُ ذلِكَ، ولا أدري، بل أنا لا أدري لمَ ضبَطْتُه هكَذا!!
الأستاذ/ الأديب النجدي
بَلْ أنا الَّتي لا أُحْسِنُ ذلك. ولا أدري كيفَ أشكرُكَ علَى ما أفدتَّني، وعلَّمْتَني! فأنا -منذُ أَمَدٍ- أضبِطُهُ -جَهْلاً-: (الخَطَفِيّ). وضَبْطُكَ هُوَ الصَّحيحُ. فحينَ راجعتُ ’’القاموس المحيط - مادة (خطف) ‘‘؛ وجدتُّهُ يقولُ: (وكَجَمَزَى: لَقَبُ حُذيفةَ جدِّ جريرٍ الشَّاعِر). وأعتذرُ إذْ خطَّأْتُكَ بسببِ جَهلي، وقلَّةِ عِلْمِي. وجزاكَ الله خيرَ الجزاءِ.
ألم أقُلْ -صِدْقًا، وحَقًّا-: ليس لي مكانٌ بينَ أهلِ الأدب؟
،،، وهذا هُوَ حلُّ الضَّعيفةِ للحماسيَّةِ الثَّامنةِ:
بينَا نَحنُ في حَوْمَةِ الوَغَى، وقد الْتحمَتِ السُّيوفُ، واشتجَرَتِ القَنا؛ إذ لاقَيْتُ فارِسَ بُهْمَةٍ، وليثَ خَفِيَّة، يخوضُ غَمَراتِ الموتِ، ويَرِدُ حِياضَ الرَّدَى، إذا حَلَفَ علَى مكروهٍ؛ بَرَّ، ولَمْ يحْنَثْ؛ فلم أفْزَعْ إذْ لاقيْتُهُ؛ بل انتضيتُ سيفًا صارِمًا، لا ينبو مَضْرِبُهُ؛ فشققتُ هامَتَهُ بضَرْبَةٍ غيرِ عَجْلَى؛ إذ لَمْ أكُن بالجَبانِ لأعجلَ؛ بل رابط الجأشِ، ثابت الجَنانِ.
ـ[أبو الأزهر]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 12:14 م]ـ
8
وقال بَلْعاء بن قيس:
وفارسٍ في غِمار الموتِ مُنغَمِسٍ ... إذا تألّى على مكروهةٍ صَدَقا
غَشَّيتُهُ وهو في جأواءَ باسلةٍ ... عضبًا أصابَ سواءَ الرأسِ فانْفَلَقا
بضربةٍ لم تكن منّي مخالسةً ... ولا تعجّلتها جُبنًا ولا فَرَقا
:: نَثْرُ الْحَمَاسِيَّةِ الثَّامِنَةِ::
يقول بَلْعاءُ بْنُ قَيْسٍ مُفتخرًا ومُبِينًا شِدَّةَ بأْسِه وشجاعتِه في نِزالِ الأشاوِسِ:
((ربَّ فارسٍ مغوارٍ غيرِ آبِهٍ بالانْغِماس في أَمْواهِ الحِمامِ العميقةِ المائجةِ المرعبةِ, وهو الصادقُ البَرُّ إذا أَقْدَمَ على كَريهةٍ مُدَوِّيَة تَنْثَنِي دونها الأكابرُ, حالُهُ حالُ الحالفِ الذي لا يَحْنَثُ في يمينه أبدًا, بَيْدَ أنَّهُ مع قُوَّة هذه الشَّكِيمَة, ومَضَاء هَاتِيكَ العَزِيمةِ لا يلْبثُ إلا أنْ أفْنَعَ رأسَه جهارًا نهارًا في سَواءِ كتيبتهِ المُخْضَرَّةِ المُحَرَّمةِ على أيدي كَوْثرِ الشُّجعان, أُقْدِمُ عَلَيْهِ غيرَ مُتَعَجِّلٍ ولا مُتَخَوِّفٍ ولا مُخاتِلٍ لأفْلِقَ رأسَه بسيف باتِر لا يقنع دون مَفْرِقه بمنالٍ؛ فيَبِيتُ شُجاعُنا الأَغرُّ ليلتَهُ الأخيرةَ جَزَرَ السباعِ المُتَمَرِّقةِ بين شِقَّيْ جُمْجُمَتِهِ المُواخِيَةِ لشِقِّ بحرِ مُوسى -عليه السلام-!
فيَا مَنْ اسْتنْبيْتَ عن مَدَى بأْسِيْ: دُونَكَ الميزانَ, وبِهِ فَلْتَقِسْ بقاطِعِ الضِرْسِ.))
والسَّلامُ ..
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - 12 - 2010, 04:26 م]ـ
نفع الله بعلمكم وبارك في جهودكم ونضر وجوهكم
هذه محاولة للمذاكرة ومشاركة مبتديء للمدارسة
فلا تبخلوا علي بالتسديد والتصقيل والتقويم، فإني أديب صغير ذو عثار، لا أكاد أفلح في مضمار.
حل الحماسة الثامنة:
رُبَّ فارسٍ مِغْوار، ليس ذا خُوار، ولا يُعْرَفُ له عِثَار، مَتِينُ الصُلْب شجاعُ القَلْبِ، كأنه بِصلابَتِه شوْكُ قَتَادْ، وبشجاعَتِه أسَدٌ ذو عِنادْ، يخوض بحار الموت، ولا يُرْهِبُهُ صوتٌ ولا فَوْت، لا تَلْوِيهِ الخُطوب، ولا تحجِزُه الشدائد والكروب، صِهْميمٌ لا يُثنى عن مرادِه، وغَشَمْشَمٌ لا يُلوى (لا يُكبح) عن عنادِه، قصدتُ إليه وقد أحاطتْ به كتيبتُه، وخُضِبتْ بالدماء عشيرتُه، فانحدرت لهم وقد أبانُوا عن شجاعة، وخفة وبراعة، فبرزتُ له كالأسدِ الأغْلَب، ولم أَرُغْ منه رَوَغانَ الثعلب، فهويت بمهندي على جَوْزِ قامته، فقامت بحسامي أول قيامته، من غير خَوَرٍ ولا خَرَع، ولا هَلَعٍ ولاضَرَع (من غيرِ خَوَرٍ أصابني، ولا هلع نابني).
حل الحماسة الثامنة حلا جاحظيا توحيديا:
أردتَ_وفقكَ الله_ أن تقفَ على شجاعتي، وتتعرفَ على بسالتي، في تلك الحرب الضروس التي رفعت ذكري، وتحدث الناس بعدها بفضلي، فلم أجد ما يُوقفك على حقيقة ذلك صدقا إلا بوصف ما وقع لي مع ذلك الفارس السبّاق إلى المجد، إذ رأيته وكتيبتُه تَحُوطُهُ من كلِّ ناحية، تَحْسَبُها غمامةً خُضِبَتْ بحناءِ عجوز من كثرة ما سفكوا من الدماء، لا يهابُ خَطَرَ الفَوْت، ولا يَكْتَرِثٌ بحياة ولا موت، متين العزم شديد الهَزْم، فَحَثَثْتُ فرسي نحوه، وشهرتُ حسامي في وجهه، ودعوته إلى الُمَبارَزة، ووقفت له كالهزبر الجَلِد، لا أعرف خَوَرا ولا رَوَغانا، ولا هلعا ولا دورانا، فما هو إلا كالظبي في أنيابي، وكالصِفْرِد في قبضتي، قصمت بسيفي هامتَهُ، وشَقَقَتُ بضربتي قامَتَهُ، ورُحْتُ وقد انفضت عنه الكتائب، ولم يقتص مني (ولم يَكِرَّ علي) نائب ولا صاحب.
فهل أحسنتُ وقاربت؟ أم تراني أسأت وعبثت؟
¥