ـ[شعري عاطفتي]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 01:24 ص]ـ
ذكرتك
والرماح تتطاير حولي, والسيوف تلمع أمامي, والموت يحيط بي
ووالله لاأدري مادهاني؟
أهوسحرمن جمالك, أم هو داء وسقم!!
فإن كان الأول:
فاعذريني فإني لاأملك قلبي
وإن كان الآخر:
فلك العذر, ومني الإعتذار.
ـ[أبو الأزهر]ــــــــ[29 - 11 - 2010, 10:54 م]ـ
.7
وقال أبو عطاء السندي:
ذَكَرتُكِ والخَطِّيُّ يخطرُ بينَنَا ... وقد نَهِلَتْ منَّا المُثَقَّفةُ السُّمرُ
فواللهِ ما أدري وإنِّي لصادقٌ ... أداءٌ عَراني منْ حِبابكِ أمْ سحرُ
فإنْ كانَ سِحْرًا فاعذريني على الهوى ... وإن كان داءً غيرَه فلكِ العُذرُ
يقول أبو عطاء السندي:
أيا محبويتي إني مُتيَّم في هواكِ على كل حال أكون فيه .. صدقيني فما أنا بكاذب, ولو كنت -يومًا- كاذبا لمَا كذبتك حديثا؛ لأني أحبُّك, وكفى ..
وإن شئت البرهان بعد الإيمان فهو حاضر ليُبْرد القلب بالاطْمئنان:
أما يكفيك مني أن ذكراك في القلب قد تبوَّأتِ المحِلَّ الشريف, والمجلسَ المنيف؟!
أما تقنيعين مني بذكراي لك في حال تطير بها كثير من القلوب القويَّة لشدة ما تلاقي من المهولات؟!
لا عجب أن يذكر المحب حبيبه في معركة دائرة؛ فلربما كان بعيدا فيها عن ساحِ الوغى, ومعاينة الرَّدى, ورِيِّ الثِّقاف العطاش الصلاب, وصليلِ الخطِّي المصلت على الرقاب .. فليس هذا بعجيب من الأمر فإنه في المعركة وليس فيها في آن واحد ..
أما أنتِ فلا عليك ألا يتقضَّى طويلِ تعجبِك إذ تعلمين أني ذكرتك وقد كنت في لبِّ الوغى وبجنب الردى ..
ذكرتك ذكرى ليست ككل ذكرى .. تلك التي خالطتْ دمي النازف الراوي, ينزف مني ليروي رماحًا عطاشًا مُثقَّفةً سمرًا؛ فيحيلَها أخرى تشكلت بلون جديد, وجسم عتيد ممتلئ بعد طول نَهَل من أحمر اللون!
كلما نزف دمي ليروي العطشى يزداد قلبي خفقانا فيزداد فيه ذكراك ..
وإن كنتِ طال عجبك من هذه الذكرى فلأنا أشدُّ منكِ عجبا كيفَ أسرتني ذكراك في ذاك الحال!!
وواللهِ الذي يعظِّمه كل مؤمن به, ولا يقسم به كاذبا إلا كل ضال مخذول إني احْترت وما اهْتديت إلا لاثنين لا ثالث لهما وأنا فيها كالطفل بين الأبوين المتنازعين, وكالمعدِن بين قطبين متنافرين متجاذبين:
إما سحر فتَّان يحول بين المرء ولبِّه في أعظم خطب وأشده, وإما داء تلبس بي فتلبست به, ثم بدا من أعراضه ما بدا, وكان منها الذي كان!
وعلى أي حال منهما فما جئت لأستطبَّ, ولا لأتعافى من الداء الدواء أو السحر الرواء, وإنما لأبدي عذرًا هو بالقبول جدير ..
ولشدَّ ما تعلمين أن المسحور لا يُطلب له عذر؛ فهو على أمره مغلوب, ولهوى محبوبه مجلوب ..
وإن كان الداء المعتريني هو رأس هذا البلاء فعذرُ سقيمٍ لصحيحٍ مُسقمٍ أمنحُ ..
والسلام ..
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيك يا أبا الأزهر.
وصليلِ الخطِّي المصلت على الرقاب
السيوف لا تنسب إلى الخطّ، إنما تنسب إليه الرماح. والخطّ موضع قبل البحرين.
ـ[أبو الأزهر]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 12:09 م]ـ
بارك الله فيك يا أبا الأزهر.
وفيك بارك الله أيها الأستاذ الأديب الكهلاني!
السيوف لا تنسب إلى الخطّ، إنما تنسب إليه الرماح. والخطّ موضع قبل البحرين.
لا عليكَ -وفقك الله- لو قلبتَ القضيةَ, وأعطيتَ السيفَ منها النصيبَ الأوفرَ ثم تكرَّمتَ بما بقي على الرماح؛ فتكون حينئذٍ القسمة عادلة, ولا يُجار على أحد دون آخر.
قال المروزوقي -رحمه الله- في شرحه هذه الأبيات: ((والخطُّ سيفُ البحرين, وعُمَان, وإليه يُنسبُ القَنَا)) ا. هـ
فما صدرْتُ إلا عن هذه, وإن تبيَّن خطأ كلام المرزوقي فأنا عنه راجع وآيب إلى الحق, وأبشرْ بالذي يسرُّك أيها الأستاذ الفاضل.
ـ[صالح العَمْري]ــــــــ[30 - 11 - 2010, 01:37 م]ـ
أحسنت يا أبا الأزهر وقد أحسن من انتهى إلى ما سمع.
وكلام المرزوقي لا أرى فيه خطأ، لكن لعلك أخطأت في فهمه، والمرء قد يخفى عليه بعض الأمور فإذا نُبِّه إليها انتبه، وليس هذا بعيب فكلنا طلاب علم نستفيد كل يوم علما جديداً، وما جهلناه أضعاف أضعاف الذي نعرفه، هذا في فن واحد فكيف بسائر الفنون.
قال المروزوقي -رحمه الله- في شرحه هذه الأبيات: ((والخطُّ سيفُ البحرين, وعُمَان, وإليه يُنسبُ القَنَا)) ا. هـ
لعل الذي أشكل عليك - وفقك الله - أنك ظننت السين في قوله: "سيف البحرين" مفتوحة، وليس الأمر كذلك بل هي مكسورة، فهي "سِيف" لا "سَيف"، والسِّيف بكسر السين شاطئ البحر، قال سوار بن المضرب وهي في الحماسة:
أجنوب إنك لو رأيت فوارسي ** بالسِّيف حين تبادر الأشرارُ
سعةَ الطريق ...
وسيأتي دور هذه المقطوعة - إن شاء الله - فيما يورده أبو العباس - وفقه الله - من مقطوعات الحماسة.
فمعنى كلام المرزوقي أن الخطّ - وهو موضع - هو ساحل البحرين وعمان، وإليه تنسب القنا - وهي الرماح - فليس في كلامه أن السيوف تنسب إليه.
وفقنا الله وإياك يا أبا الأزهر لكل خير، وقد أعجبني توقيعك وأرى أن تُبقي عليه ولا تغيره.
¥