ـ[أبو همام السعدي]ــــــــ[17 - 11 - 2010, 07:37 م]ـ
+
6
وقال أيضا:
هَوَايَ مَعَ الرَّكْبِ اليَمانِينَ مُصْعِدٌ ... جَنِيبٌ وجُثْمانِي بِمكَّةَ مُوثَقُ ..
عَجِبْتُ لِمَسْراها وأَنَّى تَخَلَّصَتْ ... إليَّ وبَابُ السِّجْنِ دُونِيَ مُغْلَقُ
ألَمَّتْ فَحَيَّتْ ثُمّ قَامَتْ فَوَدَّعتْ ... فَلمَّا تَولَّتْ كادَتِ النَّفسُ تُزْهَقُ
فَلا تَحْسَبي أنِّي تَخَشَّعتُ بَعْدَكُمْ ... لِشَيءٍ ولا أنِّي من المَوتِ أَفْرقُ
... ولا أنَّ نَفْسِي يَزْدَهِيها وعِيدُهُمْ ... ولا أنّني بالمَشْي في القَيدِ أَخْرقُ (1)
ولكِنْ عَرَتْنِي مِنْ هَوَاكِ صَبَابَةٌ ... كَمَا كُنْتُ أَلْقَى مِنْكِ إذْ أَنا مُطْلَقُ
(1) في رواية: وعيدكم.
بينا أصارعُ هوايَ مع الراحلين, وأكابد شوقي إلى اليمانيين, ويضيقُ بيَ الأمرُ أنِّي حبيس, ويصعدني الأمر أني وثيق, فلهفي الشديد نحوها شديد, وما أنَا عنها بقريب, فبسط روحي لخيالها, وفتح قلبي لمسراها, وحالي عنها إليها مسدود, فعجبت لتملصها إلى المكدود, فأقبلتْ إليَّ بحالها, وشد عليَّ خيالها, فمرتْ بي, وفتَّحتْ عليَّ, وأنا بلقياها منفتح مقبل, وإخالي عن بعدها مستمحلٌ, فما كانَ منها إلاَّ أن أدبرتْ فولَّتْ, علمتُ ذلكَ بتوديعها, فصعدت روحُي بذهابها, فما أجد الشوق إلاَّ لها, ولا أعرف الهوى إلا بها, فما فرَّقتُ بينَ بقائي وذهابي, وما فرَقتُ لحزني وكآبتي, وأنا معَ ذلكَ صارمٌ شجاع, لا أهابَ أمراً ولا موتاً, بل أنا على ذلكَ ماضٍ بأسري, حازماً بعُسري, مكرماً نفسي عن كلِّ تزهيدٍ واستخفاف, مقاوماً أمري من كلِّ قيد واعترار, أحبو نحوَ الوعدِ, وأشجو نحو الوعيد, وحالي -في قيدي وإرسالي- عاشق هواك, منكبرٌ للقياك.
* أرجوا إرشادي لأخطائي فأنا أول مرة أحلَّ الشعر بالنثر .....
ـ[أبو العباس]ــــــــ[25 - 11 - 2010, 10:38 ص]ـ
.
لئن كان جسدي بمكة موثقًا محبوسًا، فإن روحي عند قومي باليمن تحل معهم إن حلوا، وترتحل معهم إن انتجعوا.
وإني لرهين محبسي وقعيد وحشتي إذ دخل طيفها عليّ فسلم وأقام رويدًا ثم ودّع وتولّى فوالله لقد كادت إليه نفسي تفيض أسى واشتياقًا.
فيا طيف: إن رأيتَ سوء حالي، ومنظري، فلا تظننّ هذا مني زهدا في الدنيا، أو خوفًا من الموت، أو رهبة من وعيدهم لي، وإن رأيت سوء خطوي وممشاي فليسَ ذلك من أثر القيد؛ إنما اعتراني من هواك صبابة هدّتني كما كنتُ ألقى قبل سجني.
،،، الأخت الكريمة عائشة:
جزاك الله خيرا على ملاحظاتك، وأما (وتظنون بالله الظنونا) فما خطرت ببالي، ولفظ "ظن الظنون" مشهور يستعمله الأدباء كثيرا؛ ولو خطر في بالي لأخفيتُه، وموّهته؛ حتى لا يُستدل عليه إلا بالفكر الطويل، وهذا مذهبي في الأخذ من القرآن، والسنة، وشعر العرب المشهور؛ إلا في حالاتِ معدودة يحسن فيها تنبيه القارئ إلى أصل القول.
أما ما بين الصديق والعدو من طباق، وتحسين التسوية بينهما = فحسن، وإنما خالفتُ بينهما تنكيرا للعدو ومباعدةً له، وتقريبًا للصديق وتعريفًا له، وأنّه الصديق المعروف صِدقه ونصرته، فتكون "أل" كأنها للعهد.
وأما قولك:
غيرَ أنَّ مَن ذاقَ طَعْمَ الصَّبابةِ؛ تَحَرَّقَ قلبُهُ تشوُّقًا، إنْ أسيرًا وإنمُطلَقًا
بين (بيد) و (غير) اضطراب أحسّ به ولا أعرف كنهه، وقد كدتُّ ألا أذكر ذلك، غير أني رجوتُ أن يعضدني أحد، أو يبين جهلي!
وكذلك قولك (إن أسيرا وإن مطلقا).
وجزاك الله خيرا
،،، الأخ الكريم: لسان الحال
آخذ عليك إكثارك من السجع، وإنما ينبغي أن يّكون كالملح في الطعام.
مضى الأحبة عني بمكة موثقا،
هم لم يمضوا عنه، بل لم يأتوا إليه أصلا.
فما بي اليوم في السجن؛ ما هو منالسجن،
تكررت لفظة السجن هنا، ولو قيل (من القيد) لحسن.
وجزاك الله خيرا
،،، الأخت الكريمة: اليمامة
أنا الشجاع الأبيّ لا أخضع، ومن وعيد الموت لا أخاف، تلك هزة الشوق وذاكفعل الهوى)
هذا تعبير حسن، فيه سلاسة، وبساطة.
ولعلّك تنتبهي لكلام الأستاذة عائشة.
وجزاك الله خيرا.
،،، الأخت الكريمة: شعري عاطفتي
حبذا لو استعملت أدوات الترقيم. ونثرك حسن في الجملة، ولعلك تنظرين في كلام الأستاذة عائشة.
،،، الأخ: محمود أمين
حياك الله، وهو رأي سديد ليتَ من ينهض به.
،،، الأخ الكريم: الكهلاني
شكر الله لك على هذا التنبيه، وهو سهو يشبه الجهل (ولا حول ولا قوة إلا بالله).
ولعلّك تشارك معنا هنا.
،،، الأخ الكريم: الأديب النجدي
ربما نضع لك دفترا للديون!!
أما قولك:
أنتَ يا أستاذَناخفيفُ الرُّوحِ، متينُ العقلِ:)
فما أدري ما وجه الابتسامة؟ بلى أدري، إنما هو الهزء، والسخرية. كأنك لا تخشى غضبي! وايم الله لأنقلنّ الرّحْل من باب الحماسة إلى باب الهجاء حتى تعضّ بك النقيصة، وتلتصق بك المعيبة فما يفلتانك إلاّ في قبرك! (ابتسامة)
،،، الإخوة: أبو مالك السلفي، ابن المهلهل
حياكما الله، ومرحبا بكما.
¥