ملتقي اهل اللغه (صفحة 5823)

ـ[أبو العباس]ــــــــ[22 - 10 - 2010, 05:05 ص]ـ

،

3

وقال أبو الغُول الطُّهَويّ:

فَدَتْ نَفْسِي ومَا مَلَكَتْ يَمِينِي ... فَوَارِسَ صَدَّقَتْ فِيهِمْ ظُنُونِي

فَوَارِسَُ لا يَمَلُّونَ المَنَايَا ... إذا دَارَتْ رَحَى الحَرْبِ الزَّبُونِ

وَلا يَجْزُونَ مِنْ حَسَنٍ بِسَيْءٍ ... وَلا يَجْزُونَ مِنْ غِلَظٍ بِلِينِ

وَلا تَبْلَى بَسَالَتُهُمْ وإنْ هُمْ ... صَلُوا بالحَرْبِ حِينًا بَعْدَ حِينِ

... هُمُ مَنَعُوا حِمَى الوَقْبَى بِضَرْبٍ ... يُؤَلِّفُ بينَ أشْتَاتِ المَنُونِ (1)

فَنَكَّبَ عنْهُمُ دَرْءَ الأَعَادِي ... وَدَاوَوا بِالجُنُونِ منَ الجُنُونِ

وَلا يَرْعونَ أَكْنَافَ الهُوَيْنَى ... إذَا حَلُّوا ولا أَرْضَ الهُدُونِ

(1) الوقبى: بفتح القاف وسكونها، انظر: اللآلي 1/ 386

.

ـ[عائشة]ــــــــ[22 - 10 - 2010, 01:18 م]ـ

الأُستاذ/ أبا العبَّاس

جزاكَ اللهُ خيرَ الجزاءِ إذِ اقْتَطَعْتَ مِن وقتكَ الثَّمينِ لِنَقْدِ ما كَتَبْتُ، وجعلَ اللهُ ذلك في ميزانِ حسَناتكَ.

وقد سُرِرْتُ بنَقَداتِكَ، ومُلاحَظاتِكَ، وأرجو أن يستمرَّ عطاؤُكَ الإبداعيُّ، والنَّقْدِيُّ.

أمَّا: (سَحَبْنَا الذُّيولَ علَى الأذَى)؛ فإنَّما أخذتُهُ مِن قولِ عليِّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه -وذَكَرَهُ صاحبُ «الألفاظ الكتابيَّة» -: (فَكَمْ أُغْضِي الجُفُونَ علَى القَذَى، وأسْحَبُ ذيلي علَى الأذَى، وأقول: لَعلَّ وَعَسَى). وفي «العقد الفريد»: (فحتَّى متَى أُغضي الجُفونَ على القَذَى، وأسْحَبُ الذُّيولَ علَى الأذَى).

وأمَّا قولي: (وأيَّامَ الصِّفاءِ تعودُ إلَى سابِقِ عَهْدِها)؛ فقد نَظَرتُ فيه إلى قولِ جَميل بثينة:

ألا لَيْتَ أيَّام الصَّفاء جديدُ ... ودَهْرًا تولَّى يا بُثَيْنَ يعودُ

وأمَّا عن الواوِ في (وأغْضَيْنَا الجُفُونَ علَى القَذَى)؛ فإنَّما قصدتُّ العَطْفَ، ولم أقصدِ استئنافَ جُمْلَةٍ؛ ولذا حَسُنَتْ في عيني.

أمَّا الاقتباسُ مِنَ القرآنِ؛ فلا أرَى فيه بأسًا. يقولُ سعيد بن حميد: إذا نزعتُ في كتابي بآيةٍ من كتابِ الله تعالى؛ أنرتُ إظلامَهُ، وزيَّنتُ أحكامَهُ، وأعذبْتُ كلامَهُ [زهر الآداب: 1106]. وقد ذكروا أنَّ هذه الآيةَ مِنْ أمثالِ القرآنِ؛ ففي «زهر الآداب»: (أمثال للعربِ، والعجم، والعامَّة، وما يُماثلُها من كتابِ الله تعالى، ممَّا هو أجلُّ منها، وأعلَى، أخرجَها أبو منصور عبد الملك الثَّعالبيُّ)، وذَكَرَ مِنْها: (وفي ذَوْقِ الجاني وبالَ أمرِهِ: «يداكَ أوْكَتَا، وفُوكَ نَفَخَ». وفي القرآنِ: ((ذَلك بما قدَّمَتْ يداكَ))). وهذه الآيةُ في الحجِّ. وفي آلِ عمران، والأنفال: ((ذلكَ بِمَا قدَّمَتْ أيديكم)).

بارك الله فيكَ، ووفَّقكَ.

الأُستاذ/ الأديب الأثري

قِطْعَتُكَ الثَّانيةُ أحسَنُ مِنَ الأُولَى؛ لصَوْغِكَ إيَّاها في قالبٍ أدبيٍّ، بعيدٍ عن أُسلوبِ الشَّرْحِ، ولِمَا فيها من المُحسِّناتِ البديعيَّةِ؛ الَّتي تُطْربُ الأسماعَ. وقد أحسنتَ إذْ جِئْتَ بألفاظٍ من عندكَ. يقولُ أبو هلال العسكريُّ في «كتاب الصِّناعتين»: (والضَّربُ الرَّابِعُ: أن تكسُوَ ما تحلُّهُ من المنظومِ ألفاظًا من عندكَ، وهذا أرفعُ دَرَجاتكَ).

بارك الله فيكَ، وزادكَ فضلاً.

وأشكرُ للأُستاذ الأديبِ/ أبي سهلٍ تفضُّلَهُ بقراءةِ قِطْعَتي، وشُكرَهُ لي. كما أشكرُ للأستاذ/ ابنِ جنِّي تشجيعَهُ الطيِّبَ لمبتدئةٍ مثلي.

أنتقِلُ -الآنَ- إلَى نَثْرِ الحماسيَّةِ الثَّالثةِ، وما توفيقي إلاَّ باللهِ.

* * * * * * * * *

البسملة1

نَفْسِي الفِداءُ ومالِي لفُرْسانٍ ما خابَتْ فيهم ظُنوني. لَوْ رأيتَهُمْ في ساحةِ الوَغَى، إذْ حَمِي الوَطيسُ، واشْتَجَرتِ القَنَا. يَرِدُونَ حِياضَ الرَّدَى بلا خَوْفٍ، ويستَرْسِلُونَ إلى الحُتُوفِ. لا تَمَسُّهُمْ سَآمةٌ، ولا تُصِيبُهُم ملالةٌ. جَمَعُوا إلى رَباطةِ الجَأْشِ: حُسْنَ التَّقْدِيرِ، وإحْكَامَ التَّدبيرِ. يَلينونَ لِمَنْ أحسنَ إليهم، ويغلظونَ علَى من بَغَى عليهم. لا تَخْلُقُ شجاعتُهم وإنِ اصْطَلَوْا بنارِ الحَرْبِ مِرارًا، ولا تَبْلَى بَسالتُهُم وإنْ خَاضوا الغَمَراتِ ليلاً ونهارًا. هُمُ الَّذينَ ذَبُّوا عَنِ الحِمَى، ورَدُّوا العِدَى، بِضَرْبٍ لا يُمْهِلُهُمْ، وطَعْنٍ لا يُؤجِّلُهُمْ، جزاءً وِفاقًا. كأنَّ

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015