وهذا الحاسوب طُبع على الغدر واللؤم، لا عُذر له غير لؤمه، ولا حجّة لفعله غير خبث منبته. وأيُّ نابتٍ شر من نابت بني الأصفر!؟ ولقد غدرَ بي مرّةً من قبل فكتبتُ رسالةً ما تركتُ منقصةً إلا ألصقتها به، ولا لفظ سوء إلا جبهته به، فصرتُ كما قيل (أوسعتهم شتمًا وساروا بالإبل!)، وهاهي الأخرى ولا حول ولا قوّةَ إلا بالله.
- ردّي السابق كان على غير شرط الحديث، وكنتُ أزمعتُ حذفه، فأرجو من الإخوان أن يتفضّلوا علي بالسماح لهذين الردين.
هذا شيء من النقد الذوقي، الغرض منه تحريك الجو (كل ما كان بالأحمر فهو من كلامي):
قالت عائشة:
بِاسْمِ اللَّهِ.
هذه مُحاولةٌ لِحَلِّأبياتِ الفِنْد الزِّمَّانيِّ:
أساؤوا فَعَفَوْنَا، وأجْرَمُوافَغَفَرْنا، وأغْضَيْنَا الجُفُونَ علَى القَذَى (لو حذفت الواو لكان أحسن، لقرب الاتصال، ولأن المقطع الثاني فيه طول بخلاف الأول المعطوف عليه)، وسَحَبْنَا الذُّيولَ علَىالأَذَى (سحب الذيول للدلالة على شدة الأذى مُشكل: إن أريد الذيول طرف الثوب فما وجه الشدّة في سحبه على الأذى، إنما السحب بالثوب يصلح لتهوين الأذى؛ تقول: سحبت أذاه العالق بثوبي. فكأنّك استصغرته إذ لم يكن في قلبك أو ناصيتك إنما هو شيء يعلق بالثوب كما يعلق الغبار والقذى.
وإن أريد قول الشاعر:
كتب القتل والقتال علينا .... وعلى الغانيات جر الذيول
فبعيد مستكره غامض.)؛ حِفْظًا لوَشَائجِ القُربَى، وصيانةً لأواصرِ الأُخُوَّةِ؛ (الوشيجة: المشتبكة والملتفّة، والأواصر: الأرحام، فلو اقتصر على: حفظًا للقربى، وصيانةً للأخوة. لكان أكثر اختصارا وأبلغ) لعلَّقلوبَهُمْ تؤوبُ إلَى رُشْدِها، وأيَّامَ الصِّفاءِ تعودُ إلَى سابِقِعَهْدِها (ليس لأيام الصفاء عهدين حتى تعود إلى أحدهما – كما في القلوب من الرشد والغي – ولو قيل: على سابق عهدها ربما كان أوضح. لأنّ أيام الصفاء الآن غائبة فلعلها تعود).
فَلَمَّاتجاوَزُوا الحَدَّ، وأمْعَنُوا في الإساءةِ، وتَمَادَوْا في الظُّلْمِ، وجاهَرُوابالشَّرِّ؛ جازَيْنَاهُم بالسُّوءِ سُوءًا، وبالعُدوانِ عُدْوانًا، وسَعَيْنَاإليهم سَعْيَ اللَّيْثِ إلى فريستِهِ، لا يصرِفُهُ عنها صارِفٌ؛ (هذا حسن رائع، وقد (بلشتُ) بالأسد هذا في نثري فحشرتُه في موضع أضيق من سَم [الثقب، وليس سنتيمتر]) فأذَقْنَاهُمبأسَنَا؛ بِضَرْبٍ يَفْلِقُ الهاماتِ، وطَعْنٍ يُمزِّقُ اللَّبَّاتِ. ذلك بِمَاقدَّمَتْ أيديهم، (الأخذ من القرآن وغيره يحسن أن تُخفى معالمه حتى لا يخطر ببال القارئ له: (وأن الله ليس بظلآم للعبيد) واقْتَرَفَتْ أنفسُهُم. وإنَّ الحِلْمَ عندَ جَهْلِ الجاهلينَذِلَّةٌ، ومهانةٌ، ومن لمْ يُصْلِحْهُ الإكرامُ؛ أصْلَحَتْهُالإهانةُ
(الختام هنا خير من ختامي للنثر)
أرجو ألاَّ تبخَلُوا بنَقَداتِكُم، ومُلاحَظاتِكُم
===================
قال الأديب النجدي!:
هذا مُحاولةٌ لحلِّ أبياتِ الزِّمَّانيِّ - ولولا أنَّ المقامَمقامُ تعلُّمٍ لما كتبتُ شيئاً -:
ربما الوحيد الذي لا يقول إنها محاولة هو أنا! (ابتسامة)
سبقَ منَّا العفوُ -عفو الكِرام-، وأَخَذْنا بالحلمِ إذْ تطيشُ الأحلام، وأعرضنا عن شرِّ بني ذهْلٍ، (لو حذف العطف لحسن) إعراضَالشَّريفِ عن خطأٍ يبدرُ من مَّواليهِ، وإغضاءَهُ عن زلَّةِ تقعُ منْ أخيهِ، (هذه حسنة رائعة مطربة) يرجورجوعَ عقلِهِ إليهِ، (لو قيل: رجاء رجوع ..) ونظرِهِ بالملامةِ عليهِ، (هذا الكلام مشكل لا يكاد يُفهم) فيعود أمرُنا صفواً لا كدرَ فيهِ!، (لا أدري ما وجه التعجب هنا؟ وكذلك لو قيل: ليعود .. لحسُن) غيرَ أنَّ القومَ استضعفونا، وظهرَ منهمُ مجاوزةُ القصدِ، وإرادةُ الشرِّ، (لو قيل: فجاوزا القصد، وأرادوا الشر. لحسُن ليتناسب مع استضعفونا) فلمتعطفهم عاطفةُ الكرمِ، (لو حذف العطف) ولم يأسرهم إحسان الفارسِ الأشمِّ، (إنما يُوصف الفارس بالشجاعة والفتك، وأما الإحسان فيوصف به الكريم والسيد ونحوهما) فأقبلنا عليهِم، بوجهِمذهبهِم، (قد يُشبه هذا كلام الفقهاء) كالهِزَبرِ المُغضبِ، وسللنا السيوفَ والأسِنَّةَ، حتى يخضعَ منهم الباغي، ويرهبَ المُستهينُ، فتفجَّرتِ الدماءُ من الأجسادِ كما ينفجِرُ الماءُ من القِربةِالمملوءةِ عندَ انبِجاسِها. (الانبجاس هو الانفجار، فلو قيل: كما ينفجر الماء من القربة أو من القرب لتم المعنى).
وإنَّما كانَ هذا مِنَّا لمَّا رأينا إدبارَهم عنمواضعِ الإحسانِ، وإقبالَهم بالإساءةِ، فكانَ الحلمُ عنهم ضعفاً وللذِلَّة إذعاناً، والشرُّ معهم قصداً وللخيرِ قُرباناً!
(وختامك كذلك خير من ختامي)
==========
هذه إنما هي تعليقات مصدرها التشهي والذوق قد تصح كلها، وقد تبطل كلها، وقد يصح منها شيء ويبطل شيء. والله المستعان.
¥